"الشيفرة الإبداعية": الفن في عصر الذكاء الاصطناعي

هل يمكن لآلة مبرمجة أن تفعل بشكل أفضل أي شيء يمكن للإنسان أن يفعله؟ الخوارزميات المعقّدة تختار موسيقانا، وتختار شركائنا، وتدفع استثماراتنا. يمكنها التنقّل في بيانات أكثر من الطبيب أو المحامي والتصرّف فيها بدقّة أكبر. لسنوات عديدة كان الإنسان يجد العزاء في أن الآلة لا يمكنها أن تفكّر وتبدع، ولكن الآن بعد أن تمكّنت الخوارزميات من التعلّم والتكيف، فهل تنتمي الآلات إلى مستقبل الإبداع والفن أيضاّ؟

هذه الأسئلة يطرحها كتاب "الشيفرة الإبداعية: الابتكار والفن في عصر الذكاء الاصطناعي" لعالم الرياضيات ماركوز دو سوتي (1965)، الأستاذ في "جامعة أكسفورد"، والصادر مؤخراً عن "منشورات هارفارد"، والذي يعدّ بمثابة دليل للعالم المحير للذكاء الاصطناعي. 

إلى جانب النقاش العلمي الرياضي الذي يخوضه الكتاب، سنجد قصصاًً مدهشة عن برامج من قبيل Pollockizer التي قامت بإنتاج لوحات مختلفة بأسلوب جاكسون بولوك، وبرنامج Botnik ينطلق من مشاهد خيالية مستوحاة من أعمال جي. كي. رولينغ صاحبة "هاري بوتر"، كما يتناول خوارزمية التأليف الموسيقي التي تمكّنت من خداع لجنة من خبراء باخ.

لكن هل تحاكي هذه البرامج فقط الأصل، أم أن لديها ما يلزم لتجريب إبداعها الخاص؟ يقول الكاتب إنه للإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى فهم كيفية عمل الخوارزميات التي تدفعها إلى العمل وهذا يعيده إلى موضوع الرياضيات والألغاز والقيود والاحتمالات.

ينقلنا كتاب دو سوتي إلى الحديث عن طليعة التقنيات الجديدة الإبداعية ويقدم رؤية أكثر إيجابية وغير متوقعة للتعايش المستقبلي مع الآلات، ويدعو الإنسان إلى إعادة النظر في ما يعنيه أن تكون إنساناّ وكسر قوانين الإبداع.

يأتي الكتاب في 16 فصلاً من بينها "ثلاثة أنواع من الإبداع"، والخوارزميات سر الحياة الحديثة"، والتطوّر الخوارزمي"، والرسم بالأرقام"، و"فن الرياضيات"، و"تلسكوب عالم الرياضيات"، و"الموسيقى: عملية سبر الرياضيات"، و"صيغة كتابة الأغاني"، و"الرياضيات العميقة"، و"ألعاب اللغة"، و"دع الذكاء الاصطناعي يخبرك قصة".. وغيرها.