رغم أن تجربة المغنية المصرية الشابة شيرين عبده لم تتعد الثلاث سنوات، إلا أنها استطاعت أن تصنع لنفسها اسماً مميزاً في أوساط موسيقى الـ"أندرغراوند"، منذ أن غنّت "الشعب يريد" التي شاركت فيها شعبها أحلام التغيير أثناء الثورة المصرية.
تنقّلت شيرين بين العديد من فِرَق الـ"أندرغراوند" التي تنتمي إلى مشاريع موسيقية مختلفة، مثل "عشرة غربي" و"حبايبنا" و"دروشة" و"لوبيريا"، قدّمت من خلالها أغانيها على المسارح المستقلة في القاهرة، قبل أن تبلغ مسارح العواصم العربية المختلفة.
عن ظاهرة انتشار موسيقى الـ"أندرغراوند" في مصر، تقول في حديثها إلى "العربي الجديد": "إن هذه الظاهرة ليست جديدة في مصر. كانت لدينا دائماً جهود فردية تغرّد خارج السرب". وفي هذا السياق، تعتبر أن "الموسيقار السكندري سيد درويش يمثّل الإرهاصة الأولى لهذه الظاهرة"، قبل أن تأسف لوضع فرق الـ"أندرغراوند" اليوم "بسبب تحكّم رجال الأعمال في إدارتها".
شاركت شيرين مع عدة فنانين في تجارب موسيقية مختلفة، بدءاً بالشيخ زين محمود الذي غنّت معه الفلكلور الفلاحي، مروراً بفتحي سلامة، وانتهاءً بزياد الرحباني، في "أعياد بيروت" 2014، الذي غنّت معه في عدة مدن لبنانية بعضاً من أغانيه وأغاني والدته السيدة فيروز، كما أدّت أغنية "لأ والنبي يا عبده" من الفلكلور المصري.
وفي إطار الفلكلور (الصعيدي والفلاحي والساحلي)، قدّمت عدة أغان متميزة، سواء بشكلها التقليدي أو بمعالجاتها الموسيقية المختلفة، كتجربتها مع الموسيقي أيمن حلمي في أغنية "بتغني لمين"، وهي من التراث البورسعيدي، أو مزجها موسيقى الفلكلور مع موسيقى الـ"روك"، كما في "مربعات ابن عروس".
ولا ننسى تجربتها الصوفية مع عازف الغيتار في فرقة "لوبيريا"، محمد كمال، التي غنّت خلالها أشعاراً للحلاج وابن الفارض، مازجةً بين الموسيقى الأفريقية وموسيقى "كناوة" المغربية. ومع فرقة "دروشة" التي تنتمي موسيقاها إلى أسلوب الـ"إلكترونيك هارد روك"، اختلفت تجربة شيرين ودخلت مرحلة جديدة.
ومع أنها كانت تعتقد "أن هذه الموسيقى لن تناسب الذائقة المصرية، لأنها لم تُخلق في بلادنا"، إلا أنها قدّمت مع الفرقة المذكورة عدة أغان لإيمانها اليوم بأن "الجودة هي المعيار الوحيد في المزج بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية".
وعن المؤسسات الرسمية المعنية بالموسيقى في مصر، تقول المغنّية: "إن الأوبرا منغلقة على ذاتها، ويقتصر دورها على إعادة تقديم الأغاني القديمة". في المقابل، تشيد الفنانة بدور المراكز الموسيقية المستقلة في تدريب المواهب الشابة على الغناء، وفي مقدّمتها مركز "الورشة" الذي احتضن عدداً من المواهب التي أصبحت في ما بعد تجارب غنائية مستقلة.
اليوم، تعمل شيرين بشكل مستقل، بعيداً عن فرق الـ"أندرغراوند"، وتلحّن أغانيها بنفسها، كما يتجلّى ذلك في ألبومها الجديد "بكرا" الذي سيصدر قريباً.