يعرض "زيكو هاوس" في بيروت فيلم "كارل ماركس الشاب" عند السابعة من مساء 23 من الشهر الجاري. العمل للمخرج الهاييتي راؤول بيك وقد عرض في السينما لأول مرة في مهرجان "برلين السينمائي" دورة 2017.
المخرج قدّم أيضاً الوثائقي الذي أحدث ضجة عام 2016، وهو "أنا لست زنجيك" الذي تمحور حول حياة الكاتب الأميركي جيمس بالدوين.
تدور أحداث الفيلم في السنوات الأولى المبكرة من حياة كارل ماركس (1818-1883) وفردريك إنغلز (1820-1895) وزوجة ماركس جيني (1814-1881)، أما المكان فينتقل به المخرج بين باريس وبروكسل ولندن.
كانت ولادة الشيوعية في منتصف القرن التاسع عشر محوَر العمل، حيث يتأمل المخرج وكاتب العمل بالتعاون مع الكاتب باسكال بونيتزر، في أحاديث ونقاشات ماركس وإنغلز والأفكار الراديكالية التي قادت إلى لحظة التماع الشيوعية واكتمالها كفلسفة ونظرية، وتبدو الشخصيات الثلاث الأساسية في الفيلم غاضبة ومشحونة بالأفكار والانفعالات والقلق.
يلعب دور ماركس في الفيلم الممثل أوغست ديل، ويظهر كشخصية ساخطة وفقيرة ومدخّنة عاجزة عن إكمال أي حوار من دون مشاجرة وحدّة وغضب. بينما إنغلز الذي يؤدي دوره الممثل ستيفان كونارسك، فهو الطفل الغني ابن تاجر ثري يمتلك مطحنة، يبدو متحمّساً لانتصار الطبقة العاملة الآتي لا محالة، لكنه أكثر هدوءاً من ماركس.
من الطبيعي أن يصطدم الاثنان في البداية قبل أن يصبحا صديقين، حيث يعجب ماركس بمعرفة أنغلز بواقع الطبقة العاملة في إنكلترا، وبالمقابل يعجب إنغلز بأفكار ماركس الواضحة والمادية.
تلعب دور جيني زوجة ماركس فيكي كريس، بينما عاملة المطحنة ماري بيرنز التي تؤدي دورها هانا ستيل فهي التي سيقع في حبها إنغلز.
يصف الناقد البريطاني بيتر برادشو الفيلم في مقال له نشرته "غارديان" في شباط/ فبراير 2017، "يسير الحدث في الفيلم بشكل ثابت ومكثّف، ثمة وتيرة للضغط فيه، والتي على الرغم من الصراخ والصياح الذي يملأ النقاشات، تظل وتيرة ثابتة. يمكنك أن ترى ماركس وهو يكبر من منتصف عشريناته إلى حافة الثلاثينات، منهكاً، وقد استنفذته ولادة الشيوعية وكتابة المانيفستو الشيوعي. هذه الخلطة لم تكن لتنجح لولا ذكاء التمثيل والصبر على كتابة النص وإخراجه".