في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفكر والفلسفة والتاريخ والسيرة والشعر والرواية الدراسات الإعلامية والإيكولوجية.
■ ■ ■
بترجمة فتحي المسكيني، صدر مؤخراً كتاب "نظرية الفعل التواصلي" للمفكر الألماني يورغن هبرماس عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في مجلّدين، حمل الأول عنوان "عقلانية الفعل والعقلانية الاجتماعية"، والثاني "في نقد العقل الوظيفي". يحاول هبرماس بلورة مفهومٍ عن العقلانية التواصلية يصمد أمام الاختصارات العرفانية - الأداتية للعقل. من فصول الكتاب: "مداخل إلى إشكالية العقلانية"، و"في العلاقات مع العالم وفي مختلف جوانب عقلانية الفعل ضمن أربعة من المفاهيم السوسيولوجية"، و"من لوكاتش إلى أدورنو: العقلنة بوصفها تشيّؤاً".
في طبعة مشتركة بين "المركز الثقافي للكتاب" و"معهد العالم العربي"، صدر مؤخراً كتاب "فريد بلكاهية" للباحثة نغم حذيفة، وفيه تقدّم قراءة موسّعة في مشوار الفنان التشكيلي المغربي (1934 - 2014) باعتباره أحد مؤسسي الحداثة في الفنون التشكيلية في المغرب والعالم العربي عموماً ضمن تصوّر للحداثة كخصوصية ثقافية أكثر من كونها استيراداً لنموذج جاهز من الغرب. تضيء حذيفة بالخصوص اجتهادات بلكاهية في استعمال الخامات، وتكشف السياقات الثقافية والسياسية والاجتماعية التي رافقت تجربته وفتحت لها المجال للاستمرار والتواصل بعده.
"الإسلام في الخطابات الإعلامية البريطانية.. فهم تصوّرات المسلمين في الأخبار" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة مانشستر" للباحث الهولندي لوزنز دي رويج. يوضح الكتاب من خلال بحوث ميدانية أنجزها المؤلف كيف ترتبط التقارير الإعلامية عن الإسلام والمسلمين بقصص عن الإرهاب أو العنف أو عدم الاندماج مع القيم الغربية والمجتمع، في محاولة لاستيعاب كيفية تفاعل غير المسلمين مع هذه التقارير الإخبارية وتأثرهم بها، وهو موضوع لا يحظى بدراسات معمّقة تتقصّى تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا.
"كتاب باذبين" عنوان مجموعة شعرية صدرت مؤخراً عن "دار الرافدين" لـ علي محمود خضير. من أجواء العمل هذ المقطع: "البابُ رجاءٌ، أزرارُ قُمصَانِ المحلات، تفصيلٌ من عقلِ صاحبها. البابُ سؤالٌ، سِتارُ خالاتي حِينَ يَتطفّلنَ على المارّة، اسمٌ ثانٍ للشّغف ولونه كحلُ الدّرابين. بين بابٍ يُطرَق وفَرْدٍ ينهضُ من داخل البيتِ ليفتح يمرُّ عُمرٌ بأكمله. كلُّ طارقٍ شريكٌ، نجمةٌ في ليل العائلة". على الغلاف الخلفي أشار الشاعر اللبناني عيسى مخلوف إلى أن الشاعر انطلق من "السيرة الذاتية ليذهب أبعد منها"، مقدّماً عملاً هو "نشيد حب لحكايات وأماكن، لحيوات ووجوه وأيام".
عن منشورات "لي ليان كي ليبار"، صدر مؤخراً كتاب "مشاعر الأرض: كلمات جديدة لعالم جديد" للباحث الإيكولوجي الأسترالي غلين ألبريشت، وفيه يدرس تحوّلات معجم علوم البيئة بالتوازي مع المتغيرّات التي تشهدها على أرض الواقع. في العمل الذي ترجمته إلى الفرنسية كولين سميث يشير ألبريشت إلى أن تراكم الأزمات الإيكولوجية التي يعرفها العالم منذ أكثر من قرن قد أفرز الكثير من المفاهيم التي تبدو للوهلة الأولى غير علمية مثل السعادة والمرح والإيكولوجيا العميقة، ومن أسباب ذلك تحوّل البيئة إلى قضية أدبية من درجة أولى، وكذلك في الفنون التشكيلية.
صدرت حديثاً عن داري "الروافد" و"ابن النديم" طبعة جديدة من كتاب "دروس في الفلسفة والفكر الإسلامي" للمفكر المغربي محمد عابد الجابري بمناسبة مرور عشرة أعوام على رحيله (1935-2010). وهو كتاب صدرت آخر طبعة منه عام 1976، وكان مؤثراً وفقاً لمقدمة الناشر، بخاصة لدى دارسي الفلسفة في الجامعات المغربية، فقد وضعه الجابري من تجربته في الدراسة والتدريس كما أنه كان من ضمن الأعمال المؤسسة لتطوير التعليم الأكاديمي للفلسفة ضمن خطة أوسع لتطوير التعليم الوطني، لذلك فإنه يقرّب المواضيع المعقدة للفكر الإسلامي من القارئ الحديث.
صدرت حديثاً عن "المركز القومي للترجمة" ترجمة كتاب "تاريخ الصراع بين العلم واللاهوت في المسيحية" من تأليف أندرو ديكسون وايت، وترجمة جلال مظهر. في هذا العمل يوثق وايت بشكل شامل المعركة بين العلم والدين في مسائل مختلفة في التاريخ تصارع فيها العلم مع الدين، مثل الخلق مقابل نظرية التطور، ومركزية الأرض مقابل الكون المتمركز حول الشمس، ويرى أن صراع العلم حول مفاهيم العصور الوسطى التي عفا عليها الزمن لا يزال قائماً. ما زال عمل وايت يقول الكثير عن الآثار الخطيرة للعقائد الدينية على العلم والتعليم والتغير الاجتماعي.
صدرت حديثاً عن دار "المدى" رواية "حياة غراند كوبلاند الثالثة" للكاتبة الأميركية أليس ووكر بترجمة سيزار كبيبو. تعد الرواية أحد أبرز أعمال ووكر وقد نشرت أول مرة عام 1970، ولكنها تدور في عصر العبودية وما قبل الحرب الأهلية الأميركية بقليل، وتستند إلى قصة حقيقية عاشتها الكاتبة حسبما صرحت أكثر من مرة، وفيها تروي هروب أحد العبيد من الجنوب إلى الشمال وما وقع له أثناء هذه الرحلة إلى الحرية. تركّز الرواية بشكل خاص على العنف الذي يمارسه السود تجاه بعضهم البعض في الوقت الذي يعيشون فيه عنف الرجل الأبيض.
عن "الآن ناشرون وموزعون"، صدر حديثاً كتاب "التنافس على بحر الصين الجنوبي: مصالح أميركا مقابل تأكيد الصين على السيادة" للباحثة الأردنية بثينة الزواهرة، وهو عمل يضيء المنطقة المتنازع عليها في جنوب شرق آسيا بسبب وقوعها على أهم خطوط النقل البحري في العالم، ما أدى إلى دخول الولايات المتحدة ووقوفها إلى جانب حلفائها في المنطقة للحيلولة دون استيلاء الصين على هذه الممرات البحرية، كما تقدّم المؤلفة الوثائق التي تستند إليها كل جهة في هذا النزاع، وتتناول فرضيات تطبيق مبادئ القانون الدولي على مستقبل المنطقة.
تصدر قريباً طبعة جديدة من النسخة العربية لرواية "عودة البحار" للكاتب البرازيلي جورجي أمادو بترجمة ممدوح عدوان عن "دار الساقي". تدور أحداث العمل في بلدة يأتيها السياح في الصيف فتعيش أجواء مثيرة خلافاً لأيامها التي تمرّ ببطء بقية العام، حيث يراقب المسنون أولئك الشباب القادمين من الخارج، حتى يأتي البلدة قبطان يصبح مركز اهتمام البلدة وأهلها، ليكتشفوا لاحقاً أنه حفيد رجل أعمال ثري، عاش شبابه في الحانات والصعلكة، إلى أن تمر سفينة مات قبطانها، فيستدعى القبطان لقيادتها، حسب قوانين البحر، فتكمل رحلتها.