لم يزر إليوت الشمال. على الأقل متأكدة أنه لم يفعل في الشتاء المقبل. أعرف ذلك من اسمي المحفور على نهر "ليليا" وهو يدير ظهره للعالم الصناعي ويتجمّد بهدوء، يوقفه شباط وهو يجري. ويقولون إنه يصير أقسى الأنهر، أكثر قسوة من كل نيسانات الدنيا. أخبرت فيرونيكا التي نامت عندي 44 يوماً كالنفاس أن عليها أن ترحل وإلا حوّلتها إلى بطة قبيحة ووضعتها في "ليليا" حتى تجمد. وبدلاً من أن تتحوّل إلى بجعة أندرسن ستموت مثلما هي: بطة مكسيكية غريبة في أقسى الأنهر. في الصباح وجدتُ فيرونيكا على الأريكة ما تزال. وأنا في سريري المتجمد. حاولت كثيراً ولم أتمكن من انتشال قدمي.
*
تمكين الأشياء، أو تمكين اللاشيء. إذا اعتبرت أن معظم البشر يفكرون بالأشياء على أنها لا شيء، فلا بد أنني سأستثني أدريان كوورت. منذ أكثر من قرنين رسم الدراقات الثلاث على الرخام، وما زالت مكانها مثل فكرة خام عن الوجود، الخلفية المعتمة، المليمتر بين كل حبة وأختها تجعلني أفكر باليد التي وضعتها، بالزمن الذي استغرقته، بالعفن الذي ينتظرها، بالفم! أعمال كوورت مَهمّات طموحة وتشكيكية في قدرة لحظة النظر على إدراك الأشياء.
*
الذين جاؤوا بقصد الحب، جلبوا معهم الكثير من الأذى. هم لم يفعلوا شيئاً. الأذى يحدث من تلقاء نفسه. أم أنها عادة القضم انتقلت من الأظافر إلى اليدين فالقلب! آه من عادات تعيش على حسابنا.
*
قصائدي قليلة ولا تساوي عندي باكيت دخان.