يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، معرض رسام الكاريكاتير التونسي توفيق الكوكي "بلاك آند وايت" الذي يحتضنه "رواق الفنون - بن عروس" في تونس العاصمة، وهو معرض يقدّم فيه الفنان أعمالاً تشترك في ما يعرّفه بتقنية "نيغاتيف 3".
استعمل الكوكي في رسومات معرضه الجديد قلم الرصاص كإضافة على تقنية ما يعرف بـ "الكاريكاتير بالنغاتيف" وهي تقنية طوّرها الكوكي، من نيغايتف 1 إلى نيغاتيف 2 ثم 3، يكون فيها الورق الأسود مَحْمَل الرسم الكاريكاتيري ويُستعمل الحبر الصيني الأبيض لرسم الخطوط. وبحسب الفنان، فإن "الكاريكاتير بالنيغاتيف له بعد رمزي أيضاً، إذ إنه يعبّر عن سوداوية في المناخ العام".
يتطرّق الكوكي في رسومات المعرض إلى مواضيع عدة ضمن هذا المناخ العام، معظمها سياسي واجتماعي في قالب هزلي عُرف به خصوصاً عبر شخصيات تتكرّر في أعماله، وقد ظهرت في أشرطة مصوّرة له منذ سنوات الثمانينيات.
يركّز الرسام التونسي هذه المرة على ثيمة ضمنية، وهي كما يقول في حديثه لـ "العربي الجديد": "أحاول وضع إصبعي على عودة مظاهر كالمحسوبية والمدح السياسي ونظام الوشايات للبروز بعد الثورة". ويضيف، في هذا السياق، أنه اختار أن يضع "الهزل في مواجهة تلك الوعود التي أطلقها الجميع بالتغيير ولم تتجسّد".
يجتهد الكوكي كي يكون له في كل معرض عنصر تجديدي. في "بلاك آند وايت" يشير إلى أن "التجديد لا يقتصر على المواضيع فقط، فهذا أمر بديهي في فن الكاريكاتير، ولكن التجديد هو أيضاً على المستوى التقني".
من هنا، يرى الرسام التونسي أن معرضه هذا يمثل "تكملة وتواصلاً لمعارض سابقة" والتي أصبح ينظمها في الأعوام الأخيرة بوتيرة سنوية. ويصرّح أن "معظم الرسومات التي في المعرض رسمت خصيصاً له، في حين أن بعضها إعادات لرسومات قديمة في القالب التقني الجديد".
لكأن الكوكي يشير إلى أن المعارض - على قلّتها - هي الفضاء الأنسب لنشر الرسومات في ظل عدم اكتراث الصحافة وتوظيفها للفن الكاريكاتيري حسب مصالحها.