"ألحان منفردة" عنوان معرض الفنان التشكيلي المصري، وليد عبيد (1970)، الذي افتتح في الخامس من الشهر الجاري في "قاعة بوشهري للفنون" في الكويت ويتواصل حتى الخامس والعشرين منه، ويضمَ أربعة وعشرين لوحة تنتمي إلى الواقعية التعبيرية.
يركّز عبيد في تجربته على حالات القهر والعزلة والضعف التي تعيشها المرأة، وما يترتّب عنها من حياة سرّية في الهامش، خارج رقابة المجتمع وتصنيفاته الجاهزة وأحكامه المسبقة، حيث يتناول العديد من الموضوعات التى تبرز علاقة "الاستغماية" بين الرجل والمرأة وزواج القاصرات والعلاقات الخاصة، إلى جانب العديد من البورتريهات لأم كلثوم.
يُبرز الفنان ملامح خاصة بالبيئة المصرية ومفرداتها، سواءً في اللباس أو في مشاهد البيوت وشخصياتها التي تقوم بأفعال اعتيادية تعبّر عن ألم وعجز تفضّل النساء إخفاءهما، كما يُظهر في بعض الأعمال تشوّهات الجسد التي تحيل إلى الغرائبية والقسوة التي تحكم حياتها.
أبرز الموضوعات التى يقدّمها عبيد هي لعبة "الاستغماية" في محاولة لفهم العلاقة بين الرجل والمرأة، وما يرافقها من التباسات وسوء فهم، إلى جانب أعمال تحضر فيها رموز من الحضارة المصرية القديمة مثل لوحة لـ إيزيس وهي جالسة على سلّم بيت فى العشوائيات تتأهّب لثورة من هذا المكان، وأيضاً لوحة المطرقة التي تتحدث عن العدل، وأعمال أخرى تصوّر يوميات "مواطن مستقر".
يضمّ المعرض الحالي مجموعة من بورتريهات رسمها للممثّلة والباحثة المصرية ياسمين الخطيب، والتي تظهر في حالات مختلفة تصوّر اللامبالاة أو تحديقها في الأشياء المحيطة بها أو وهي جالسة على درج أحد البيوت القديمة وبجوارها قطة.
إلى جانب لوحة بعنوان "الجد اليتيم" لرجل مسنّ يبدو وكأنه يتأمل محطّات حياته، وأخرى لأمرأة تضغط بيدها على أذنيها حتى لا تسمع شيئاً وكأنها في حالة احتاج ورفض لكلّ ما يقال عنها أو عن النساء.
يُذكر أن وليد عبيد وُلد في مدينة الجيزة وعاش معظم طفولته في اليمن، قبل أن يعود إلى القاهرة ويحصل على بكالوريوس من "كلية الفنون الجميلة" في "جامعة حلوان" عام 1992 متخصّصا في فن التصوير، وأقام عدداً من المعارض الخاصة والجماعية.