في 2015، انطلقت عروض مسرحية "العنف" لفاضل الجعايبي عن نص لجليلة بكّار، واستمرّت عروضها إلى الأشهر الأولى من 2017، قبل أن تنطلق عروض مسرحية "الخوف" والتي تشارك كل من الجعايبي وبكّار في إخراجها.
بعد انتظام في تقديم المسرحية في تونس لأكثر من سنة، توقّفت العروض منذ أشهر وهو ما جعل الساحة المسرحية في تونس تنتظر عملاً جديداً للثنائي المسرحي التونسي، خصوصاً في هذه الفترة من السنة حيث تنشط الإنتاجات المسرحية، بسبب تعدّد المهرجانات والتظاهرات المسرحية في البلاد.
غير أن الجعايبي وبكّار اختارا أن يعودا بنفس العملين مرة أخرى، مسرحية "الخوف" التي تعرض مساء اليوم ضمن تظاهرة "أيام المسرح الوطني" في مدينة تطاوين (جنوب تونس) ومسرحية "العنف" التي تعرض غداً على الخشبة ذاتها.
يُذكَر أن العملين يشتركان في عدد كبير من الممثلين، حيث يحضر فيهما كل من فاطمة بن سعيدان ونعمان حمد ولبنى مليكة، وأيمن الماجري ونسرين المولهي، إضافة إلى جليلة بكار التي تحضر ممثلة في "العنف" فقط، وعدد من الوجوه الجديدة التي ظهرت في "الخوف".
هناك تشابه بين العملين، يبدأ ذلك بشكل جليّ من خيارات العنونة ويمتدّ إلى ما هو أبعد، على مستوى بناء الشخصيات والمجالات النفسية التي تتحرّك داخلها. في "العنف"، يقوم العمل على تجميع حكايات تونسية تخترقها قصص الاغتصاب والقتل والإرهاب مثيرةً أسئلة حارقة في السنوات الأخيرة. أما "الخوف"، فيقوم على حبكة مترابطة تبدأ بضياع مجموعة من الكشافة في مكان مهجور لتنفتح أمام الشخصيات متاهات يشبه التوغّل فيها عملية حفر في النفس البشرية.
قد تقوم إعادة المسرحيّتين إلى العرض على اقتراح صياغات جديدة لهما، ولكن قد تكون هذه العودة إلى العملين السابقين تمهيداً لعمل جديد يترابط مع "العنف" و"الخوف" في أكثر من نقطة.