تحاول الانقطاع عن أخبارهم، لمدة يوم كامل، فتفشل. تختنق، فتهرب إلى الموسيقى. لكن الموسيقى لا تملك جناحين دائماً.
تتذكر سَلَفك القديم الذي تداوى بدائه، فتخرج.
تعثر على، وتتعثر بـ ، عدد غير محدود من اليائسين العرب، في أوروبا.
في الفجر، وأنت راجع، تفكر أن العثور على هذا الكم، في كل خروج، سيجعل من علاقتك بالفنون عموماً (كملاذات ذوات أجنحة)، غير ذات انسجام. لماذا؟ لأن هؤلاء يحيلون كل مصائب المنطقة، على "ثورات الشباب". فهي لم تخرب إلا بهم. ويعتبرون تحليلهم هذا، ذروة التحليل الواقعي، وآخر خيط نور تكشّف في النفق المعتم.
قديماً، كنت تعزّي نفسك، أن معاشرة الفنون، تعفيك من ديكتاتورية الواقع. فهي محكومة، في مساحة منها، برحمة الخيال.
الآن، تُقرّ: لا معنى لأي فن، والبيت يتهاوى.
محكومون بابتذال الواقع، نحن، وفقراء إلى الخيال. فكيف ينفتح المسدود؟ وكيف ستستطيع أجيال لاحقة أن تتنفس بيسر، وهي ترث البلوى؟
الدولة الفاشلة أفشلت المجتمع أيضاً. أرتال من اللاجئين بوعي منحرف ومشوّه. ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه، حتى لو عاش في "أوروبا الخضرا".
على أنك تتلمّس لهم عذراً: تفهمهم حين يقارنون بين السيّئ والأسوأ. فهم بسطاء وليسوا مثقفين. فماذا عن مواقف الكثيرين من هؤلاء؟
هل يمكن تلمّس عذر لهم حقاً؟