5 مايو
السَّماءُ
هي جَبْهة الصباح
تُمرِّرُ الشمسَ خِلال النَّهار،
تُوزِّع السُّحُبَ
التي تَطوفُ فَوْقنا
وتَمْضِي معنا حتَّى مَجِيء الليل.
وعيناكِ
هُمَا نِهايةُ اليوم
تُشعلهما الكلمات،
تُحرِّكهُما التنهّداتُ
وحفيفُ الشَّجَر.
سنذهبُ للتّلال إذْن،
ونَأخُذ وَقْتنا.
نصعد حتَّى نَجِدَ التَلّة
الأقرَب لِلسَّماء.
سأفرشُ لحافاً على الأرض
وأَصْنَع نُزْهَةً مِن جسدكِ.
ستواجهين السَّمَاء وتَعُدين السُّحب
وعِنْدَمَا يَنْتَهِي العَدّ سأَعيدكِ لِلْمنزل ثَانيةً،
نزولاً بعشرات التّلال، تحت مِئات السَّماوات.
أعْلَم أنَّ الأرضَ لم تخضرَّ في كُلِّ مكانٍ بَعدَ
لكِن ثقي بِي.
سَأجِد أكثرَ التّلال خُضْرةً
وفُستانُك الأحمَر سيكُون الزَّهرة الوحيدة
التي تَنْمُو فَوْقَ العُشْب.
أنَا والنَّهَار
نكترِثُ لأمركِ
دُون مُنافسة عُشاقكِ العاديين
وسنكونُ حَذِرَينَ كَمَا المطَر،
رقيقين كَمَا السحاب.
■ ■ ■
17 مايو
أؤمِنُ أنَّ اللجوءَ إليكِ
هو العودةُ لذاتي.
ومن خلالِ فعلِ اشْتِباك يَديْنَا
أكونُ نفسي أكثَر.
لا تُوجَدُ باراتُ ويسكي
لراقصيْن مِثْلُنَا،
وهكذا نتّجهُ نحوَ بعضِنا
كسكِّيريْنِ يمرّان خلالِ أبوابٍ مُشرعةٍ.
حَاجَتِي لكِ قريبةٌ مِنْ الإدمانِ.
مَا مِنْ بَحّار أبداً
نمَت الوشومُ على ذراعهِ
كالطريقة الَّتِي اسْتَقَرَّت فِيهِا ابتسامتكِ
في قَاعِ عينيّ.
لَن تتلاشَى
لَن تنشطرَ.
لأنّني لا شيءَ إن لَمْ أكُنْ أنتِ.
■ ■ ■
18 مايو
أيقظتْنِي الأجراسُ هَذَا الصّباح
نهضتُ مبكراً
لم تعرفيْ ذلكَ
لكنّ الطيورَ التي حامَتْ على طولِ الشَّاطِئ
كَانَت تترنَّم بقدَّاسِ الحُبِّ في يوم الأحَد.
أَدَعَكِ تنامين لأني أُحبُّ رؤيتكِ
وأنتِ مُشعّثة ومسترخية
متأنقة دُون ثيابٍ كحيوانٍ سائبٍ
شَعركِ مطلقٌ
لا يلجمهُ سَوَاي.
سامحيني إذا أَحببتكِ بينما تنامينَ
وأنَا سأسامِحُكِ لعدمِ معْرِفَتِكِ ذلك.
سأسيرُ على الشَّاطِئِ الآن بِعَرَجٍ طَفيفٍ ولستُ وحيداً.
ثُمّ أتسلّلُ عائداً إلَى حيثُ أنْتَمِي
(حتى والشَّمسُ تُشْرِقُ)
سأنامُ ثانيةً في ظِلّكِ.
■ ■ ■
5 يوليو
ذَات يومٍ كتبتُ أغنيةً
تقريباً.
ستّةَ عشرَ سطراً صعدتْ
مِن أحشائي لرأسي.
وأنَا أَقِف مُنتظراً أن تُغيّر الإشارةُ ضوءَها
مخترعاً لحناً بسيطاً،
حافلةٌ صفراءُ مرّتْ – بِبُطء.
نظرتُ للأعلَى وضاعتْ الكلماتّ التي ظننتُ أنّي قَد حفظتُها
وغيرَها مِن المفرداتِ التِي لَمْ تأتِ
كلُّ ذلِك بسببِ حافلةٍ عابرةٍ
وابتسامةِ إحداهُنّ مِنْ خِلَالِ النافذةِ الصَّفْرَاء.
نادراً مَا تمرُّ الحافلاتُ
والخيّالةُ لا يجيئُون
لا قدرةَ لي عَلَى الإحاطةِ بكتفيكِ أو تخيُلهما
إذَا نسيتُهما يوماً
وهَكَذا فِي كُلِّ مَرَّةٍ أحتضِنُكِ
أختبرُ نفسي.
■ ■ ■
11 يوليو
إن منحتِني أطفالاً
واحداً أو عَشَرَةً،
لَن أُحبّكِ أكثَر مِمَّا أفعَل الآن.
بَلْ رُبَّمَا أقَلّ.
لأنِّي لا أمْلِكُ إلا حُبّاً يكفيكِ أنتِ.
يَسْتَغرِق المُنتصَفَ والبِدايةَ والنِّهاية
مِنْ كُلِّ الحبّ الذي أحتفظ بِهِ
ليُبقيكِ فِي أمَانٍ.
الأطفَال، فِيمَا بَعد،
والطيورُ والأشْجَار
وَمَا بعد الظَّهِيرَةِ فِي الصَّيْفِ
سيكونون أصْدِقائِي الطيِّبين فَقَط.
لأنَّني أنانِيٌّ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِحُبِّي
كَمَا أنتِ مع جسدكِ
فِي الصَّبَاح.
* Rod McKuen شاعرٌ أميركي ومغنٍّ وكاتب أغنيات (1933-2015). راجت قصائده في أميركا نهاية الستينيات من القرن الماضي، وغنّى كلماته عشرات الفنانين، من بينهم فرانك سيناترا. أغلب قصائده ذات طابع عاطفي، وتتناول مواضيع مثل الطبيعة والحب. تتميز كتابته بشيء من الخفة والطرافة لكنها لا تخلو من الروحانية. القصائد المختارة هنا من مجموعته "في ظلال أحدهم".
** ترجمة عن الإنكليزية: عائشة أحمد