حين نقارن بين أعمال هذا المعرض والذي يحمل عنوان "سبيكترولوم" ومعرضه السابق "أوتو-موت" (تونس، 2017)، قد يكون الملمح الأساسي هو حضور اللون الأبيض في خلفية اللوحات، مقابل هيمنة الألوان على فضاءات اللوحات السابقة، لكن تبقى كل لوحة فضاء لجدال الكائنات المتخيلة التي يقدّمها سعد الله.
يقول التشكيلي التونسي في حديث إلى العربي الجديد" إن "ما بقي بين المعرضين هو الشخصيات التي يمكن اختصارها في شخصية أسمّيها بالمتحوّل، لكن هذه المرة يبقى منها طيفها". وعن خيار الخلفيات البيضاء، يقول: "أجد أن خلفية كهذه تظهر هذه الشخصيات ومكنوناتها أكثر من الخلفيات الملوّنة التي كنت أعتمدها".
وعلى غير العادة، فإن العرض في تركيا يعدّ خروجاً مغايراً على فضاءات العرض المكرّسة للفنانين التشكيليين التونسيين، فغالباً ما لا يتجاوز حضورهم الدوائر الفرنسية، والألمانية والإيطالية، بدرجة أقل. عن ذلك، يرى سعد الله أن العرض في إسطنبول يمثّل بالنسبة إليه فرصة لفضاء جديد يكون فيه الإنتاج الحديث في الفن التونسي مرئياً.
وبشكل عام، يشير سعد الله إلى أن الغاليرهات في العالم لا تعرف في مجملها الفن التونسي، ومن هنا يؤكّد على ضرورة التوجّه إلى غاليريهات في عواصم متنوّعة، وألا تنحصر في العواصم الأوروبية المكرّسة، كما يشير إلى ضرورة وضع استراتيجيات في هذا الإطار.