يلقي الباحث والأكاديمي المصري عمرو علي، محاضرة في "الجامعة الأميركية" في القاهرة، تحت عنوان "الإسكندرية في السراء والضراء" عند السادسة والنصف من مساء الخميس، الثامن من الشهر الجاري.
يتناول المحاضر جانبين من سيرة الإسكندرية وعلاقتها بأهلها، في الأول كيف اعتاد سكانها أن يبتهجوا ثم المآلات التراجيدية التي تعيشها اليوم نتيجة التجاهل والتهميش السياسي والاقتصادي والثقافي.
في الجزء الأول يتناول علي تاريخ البهجة في المدينة، وسبل التعبير عن الفرح والترفيه تاريخياً في واحدة من أعرق المدن والتي عُرفت بحيوية الحياة الثقافية والفنية فيها.
ثم يتطرّق علي إلى تفكّك المدينة في العقود الأخيرة تحت ثقل النظام السياسي الذي خلق مركزية ثقيلة في القاهرة، وأهمل المدن الأخرى، التي عانت وتعاني منذ سنوات من عبثية البناء غير القانوني والذي لا ينسجم مع المكان، وعشوائية التخطيط العمراني، والنزعة الاستهلاكية والخصخصة، وهجرة العقول.
يطلق الباحث على هذه الظواهر بمجموعها مفهوم "تفكك الفضاء العام"، ويكشف من خلالها عن انعكاسات اليأس "الغريبة" وفقاً لبيان المحاضرة، لدى المواطنين السكندريين.
يرى علي أن ثمة معاناة مشتركة وعامة عند سكان الأسكندرية وأهلها، تتمظهر في تعلّقهم الشديد بالماضي، ورغبتهم في العيش في زمن قديم، وتبرمهم بالحاضر، واعتدادهم بل هوسهم بأي شيء يمثل الخسارة، من أشياء الماضي.