صدر الجزء الثاني من هذا العمل الضخم الذي يتكون من ثلاثة أجزاء عن دار "التنوير" (نشر الجزء الأول العام الماضي) بترجمة أحمد غربية وريم نجيب، حيث يجري توقيعه عند الخامسة من مساء الثلاثاء المقبل في "المركز الثقافي الفرنسي" في القاهرة.
يحاضر المؤلف والرسام خلال التوقيع، عبر الإنترنت، حول تجربة كتابة عمل تاريخي معقد بطريقة حكايات الرسوم المصورة. كما يتحدث فيليو عن علاقة تاريخ أميركا والمنطقة في فهم الأحداث الحالية، خاصة في ما يتعلق بقرار ترامب إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، في ظل السياسات المركبة بين الولايات المتحدة والمشرق العربي و"إسرائيل"، وربما بات محتملاً أن يضع فيليو جزءاً رابعاً يبدأ من وصول ترامب إلى السلطة.
الكتاب في أجزائه المختلفة، وفقاً لبيان حفل إطلاقه يتتبع حيثيات التدخل الأميركي "منذ اندلاع الحرب ضد دول الساحل البربري في ليبيا مع مطلع عام 1803 وحتى خفوت نجم الرئيسين بوش وأوباما في العراق، ثم في سورية، ومن السردية الكبرى إلى الحكاية الصغرى، يغوص العمل في قلب العلاقة التي تواصل تشكيل واقعنا الراهن".
من جهة أخرى، فإن ما يجعل عمل أستاذ دراسات الشرق الأوسط في معهد "سيانس بو" في باريس مختلفاً عن مؤلفات التاريخ الأخرى، أنه كتاب "كوميكس"، أي أنه مغامرة في كتابة التاريخ، ليس لأنه يحتوي رسوماً مصورة فحسب، تلك التي نفّذها دافيد ب (1959) لتجعل من التاريخ الثقيل مادة حيوية، بل لأن جان - بيير فيليو (1961) كاتب وأكاديمي متخفّف من الكثير من صرامة الكتابة الأكاديمية؛ وقد سبق له أن كتب أغنيتين عن صعوبة الحياة في غزّة، وأغنية عن الأحداث في سورية.
وإن كان الجزء الأول يعود إلى عام 1789 حين هوجمت سفن أميركية من قبل قراصنة، وصولاً إلى العام 1953، حين أطاحت أميركا برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق، فإن الجزء الثاني، يبدأ من 1935 وينتهي عام 1984، ويُفترض أن يتناول الجزء الثالث الأحداث من عام 1984 إلى عصرنا.
يشارك في الأمسية وإطلاق الكتاب، المترجمان أحمد غربية وريم نجيب والناشر شريف جوزيف رزق، بمداخلات حول صعوبات ترجمة العمل وتجربة نشر كتاب تاريخ مصوّر للكبار.