في معرضها "عذراء سمر" الذي افتتح أمس في "دارة الفنون" في عمّان، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، تستكشف الفنانة التشكيلية والمصممة نور بشوتي آليات إنتاج الهوية من خلال مفهوم الوطنية وعلاقة ذلك بالتنقل بين الأمكنة والمدن ثم كيف يمكن تجسيد ذلك من خلال المقتنيات الشخصية.
تعيد الفنانة النظر إلى قوالب لمجّمسات، كان والدها قد كلّف بها أحد متاجر التحف في عمّان أثناء إقامته فيها في التسعينيات.
تفكر بشوتي في هذه التحف أو قوالبها مستعيدة سياقها التاريخي والجغرافي، كما لو كانت نصباً تذكارياً للماضي ولعلاقتها بمدينة أقامت فيها ثم رحلت عنها إلى مدينة أخرى، حيث تقيم الفنانة حالياً في تورنتو الكندية. يزيد من اهتمامها أنها نصف فلسطينية لبنانية عاشت في الأردن ثم درست في أميركا، وضمن برنامج "الفنان المسافر" تنقلت بين عواصم كثيرة، من هنا يأتي سؤال الهوية ملحاً فإلى أي حد تتعلق الهوية بالوطنية وإلى أي حد توسعها أو تضيقها الجغرافيا.
ترى الفنانة أنه و"من خلال إعادة بناء هذه الأجسام وإعادة سياقها مادياً وزمانياً ومكانياً، يقف العمل كنصب تذكاري، مع إعادة التفكير في المعاني المتأصلة في هذه الأشياء كأيقونات اجتماعية وسياسية وثقافية".
ومثلما هو حال معظم أعمالها، تلجأ الفنانة إلى مواد ووسائط مختلفة، من الصور والفيديو والقطع الفنية والنصوص، للبحث في موضوعها الأساسي الذي انهمكت به في معظم أعمالها السابقة وهو إنتاج الهوية والتاريخ، وعلاقة ذلك بالعمل الفني، سبق وأن رأينا ذلك في عملها السابق "أستطيع أن أكون أي شيء"، والذي كانت تجرّب فيه الفن كأدة لإدراك الذات والوعي بها.