لغاية السادس عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل، يحتضن "متحف الفن الحديث والمعاصر" (مقام) في بلدة عاليتا اللبنانية معرضين؛ الأول يستعيد تجربة الفنانة والمخرجة السينمائية جوسلين صعب (1948)، والثاني للفنان الشاب أكلياس صوراص (2000) الذي يتناول واقع اللجوء اليوم.
يسلّط معرض صاحبة فيلم "سفينة المنفى" على تجربتها التي امتّدت منذ سبعينيات القرن الماضي حيث رصدت الحرب الأهلية اللبنانية، ثم توسّعت اهتماماتها كمصوّرة ومخرجة لتتبع الاضطرابات، والأزمات والصراعات في المنطقة وخارجها.
تعرض أعمالها تحت شعار "عصر فنّ الفيديو" بإشراف القيمة الفرنسية ماتيلدا روكسيل، التي صمّمت المغرص في محاولة لتسليط الضوء على مسيرة صعب المهنية عبر استكشاف مجموعة من الصور الفوتوغرافية والفيديوهات التي شوهدت سابقاً في مختلف المعارض حول العالم.
من بين هذه الأعمال سلسلة "الاستغراب معكوساً" التي تدخل في العلاقة المضطربة والغامضة بين الشرق والغرب في ما يتعلّق بمسائل أساسية كالسياسة والأخلاق الاجتماعية، من خلال استخدام دمى الباربي، وفي مجموعة أخرى منفصلة بعنوان "عمارة ناعمة"، تذهب صعب إلى حياة الصحراء في رحلة تصوّر حياة كاملة يعيشها أهلها.
تترافق الصور الفوتوغرافية مع عروض فيديو تثير أبرز قضايا الساعة، بمشاركة مجموعة فنّانين معاصرين وناشطين ثقافيّين؛ من بينها: عدم المساواة بين الجنسين، ومفهوم المنفى، وتصوير الأطفال اللاجئين في وسائل الإعلام المحلية.
وكانت صعب قد قدّمت العام الماضي معرضاً حول النازحين من سوريين وعراقيين ومن مختلف أنحاء الوطن العربي الغارق في أزمات لا تنتهي تحت عنوان "دولار واحد في اليوم"، وهو مستوحىً من الدولار الذي يخصص للنازح كي يصرفه في اليوم، ويروي قصصاً لا تنتهي من الخوف والبؤس والحرمان، مع دمار يطال كل معالم الحجر، المكدّس فوق بعضه، والمطحون قبل أن يتحول إلى تراب.
أما أكلياس صوراص، الذي ولد في لندن ويقيم ويدرس حالياً في أثينا، فيعيد استخدام سترة النجاة التي أصبحت رمزاً بصرياً لأزمة اللاجئين في وسائل الإعلام، كوسيلة لتأمين مراكز إيواء عمليّة وغير مكلفة ومؤقتة، على شكل أكواخ الإسكيمو، للنازحين، وفي عمله يعرض 35 سترة نجاة، ومشابك فيلكرو وستّة أعمدة هندسية.