موسيقى اسطنبالي شكلٌ موسيقي له حضوره الاستثنائي في تونس، بفضل جمعه بين النغم الموسيقي الذي تؤدّيه آلات خاصة به والجانب الفرجوي، إذ يقدّم هذا النمط مشهدية تغيب عن بقية الأنماط الموسيقية التي انتشرت في البلاد مثل المالوف (الموسيقى الأندلسية) أو المزوِد (مزيح حضري بدوي) أو الموسيقى الصوفية.
من جهة أخرى، تحمل موسيقى اسطنبالي بعداً هووياً، كونها تعبير عن تراث للزنوج التونسيين، ولعلّها المظهر الثقافي الذي يُذكّر أكثر من غيره أيضاً بالعنصر الأفريقي في تشكّل الهوية التونسية عامة.
الليلة، يقام عرض لموسيقى اسطنبالي في الفضاء الثقافي "كارمن" في تونس العاصمة. العرض سيكون تحت إشراف المصمم الكوريغرافي التونسي كريم توايمة، من هنا يمكن أن نستشف تجديداً في الجانب الفرجوي لهذا النمط الموسيقي.
في مجمل أعماله، يقدّم توايمة بحثاً في العناصر الأفريقية في التعبير الجسماني، حيث يطبّقها بالخصوص على المجال الفرجوي التونسي بعناصره المختلفة.
كان توايمة قد أنتج في السنة الماضية عرضاً بعنوان "ميدان اسطنبالي" أبرز فيه كيف تأقلمت الموسيقى الأفريقية التي جاءت مع عمليات جلب "العبيد" في القرون الوسطى إلى حواضر تونس، مع الأنماط الموسيقية التي تتوفّرها البلاد.