للفنانين عدة أعمال مشتركة عرضت في تظاهرات عالمية من بينها "الظلال المبعثرة" الذي قدّم في الترينالي الدولي الثاني لـ الخزف في سلوفينيا عام 2012، و"ميدان التحرير -1" وجرى تقديمه في معرض دولي في مدينة أوشاك التركية عام 2011، ثم "ميدان التحرير -2"، وعُرض في بودابست 2014.
عن هذه الشراكة يقول الفنان سراج لـ "العربي الجديد"، "في البداية، انطلقنا من مبدأ احترام الظل، أو إعطاء الظل حقه، تماماً كاحترام الفورم، وبدأنا بفكرة بسيطة جداً، هي تصنع الفورم الرئيس، وأنا أصنع ظلاً لهذا الفورم، باستخدام شظايا ملونة ومسوّاة بعناية من مكسور أجسام خزفية متعددة. وتنامت الفكرة، وتلتها أفكار أكثر تنوعاً، وهكذا".
بالنسبة إلى حضور الميثولوجيا الفرعونية، يوضح سراج "كان هذا جلياً في معرضي "ماعت تتلون" الذي أقيم في 2015، وفي أعمال عديدة جداً سبقت الـ "ماعت"، تناولت فيها "حتحور"، "جب"، "نوت"، "التل الأزلي" ، وبعضها تكرر عدة مرات من زوايا مختلفة".
يكمل الفنان "في "ماعت تتلون"، تناولت مفهوم العدالة الذي تمثله الـ"ماعت" في الأسطورة المصرية القديمة، ووضح من خلال الأعمال عدم تحقق هذا المفهوم، تناولته بإسقاطات مفاهيمية على المجتمع وثقافاته وسياساته وممارساته عموماً".
في "سوياً" اعتمد الفنانان، وفقاً لسراج، على "إرساء مفهوم "الاستواء" و "الاعتدال"، وتعمدنا ألا تطغى الأسطورة المصرية القديمة بل تركنا المفاهيم المطروحة من خلال "سوياً" أكثر انفتاحاً من حيث الطرح".
يتضمن المعرض 47 عملاً، بعضها متعدد القطع، كتجهيز "ميدان التحرير-3" و"معاً"، و"المعرفة"، و"أعوام"، و"المنزل المتهدم"، و"اعتمد عليّ"، و "إعادة التكوُّن"، وغيرها.
في عمل "المعرفة" بدأت توت بتشكيل أطباق صغيرة من الخزف، قبل أن تضطر إلى تركها والسفر، فقام سراج بمحاولة لإجراء تكامل مع أطباقها، يشرح "تعمدت إحداث نوعٍ من الكسور في أطباقي، واستخدام اللون في منطقة التشكيل الآدمي عندها (منتصف الطبق تقريبا) واستخدام اللون في الأطراف فقط في أعمالي، أي أنني حاولت أن أعكس وسائل تداخلها التشكيلي مع الطبق بوسائل تداخلي أنا تشكيلياً ولونياً أيضا".
أما في المجموعة المكونة من ثلاثة أعمال والمسماة "معاً"، "اعتمدنا على أن يكون التكامل الشكلي واللوني تكاملاً أيضاً من حيث القدرة على الاتزان، وأيضاً من حيث اختلاف قوة وغلاظة الشكل عندي واستبدال هذه المعاني عندها بالهشاشة والرهافة".
درس سراج الخزف ويدرّسه ويشتغل به منذ التسعينيات، عن تجربته يقول "أتمنى الآن بعد كل ما مررت به من أفكار كلاسيكية، تقدمية، مفاهيمية، تقنية،..... الخ ، أن أتمكن من عرض بعض هذه الأفكار في فضاءات أكثر اتساعاً، فضاءاتٍ تسمح للمتلقي أن يتلقى وبحُرية، بعيداً عن كل قاعات العرض المعروفة أو المجهولة.. فضاءات حرة تماماً".