يظل فيلم التحريك واحداً من أكثر الأشكال السينمائية قدرة على استيعاب مختلف الرؤى وتجسيدها، بدءاً بالأفلام ذات الصبغة الخيالية البحتة، إلى الواقعية التي باتت تقترب من الواقع أكثر من الأفلام التي يجسّدها ممثلون حقيقيّون.
من 17 إلى 22 من الشهر الجاري، يُقام في "سينما ميتروبوليس" في بيروت، مهرجان "بيروت متحرّكة" الدولي، بمشاركة 80 فيلماً لمخرجين من أنحاء العالم. كما تضمّ التظاهرة فعاليات أخرى غير العروض، مثل اللقاءات والنقاشات والورشات التي يقدّمها مخرجون ومنتجون.
أغلبية الأفلام المشاركة قصيرة، وستُعرض ضمن أربعة برامج، اثنان مخصّصان للأفلام العربية والآخران للدولية. كما يقدّم المهرجان خمسة أفلام تحريك طويلة، هي: "شيتين" لـ بيل بليبتون و"تيتو في الجليد" لـ ماكس أندرسون وهيلينا أهونان و"أحجار في جيبي" لـ سينيي بوماني و"الكوكب المتوحّش" لـ ريني لارو و"الطفل والعالم" لـ ألي أبرو.
يروي الفيلم الأخير قصّة ولد يبحث عن أبيه؛ ما يقوده إلى خوض مغامرات يكتشف من خلالها العالم الذي باتت تسيطر عليه التكنولوجيا، فارضة حقيقتها على الطبيعة البشرية، فيما يقدم "الكوكب المتوّحش" كائنات عملاقة ذات شكل بشري لونها أزرق، تنقسم إلى مجموعات متحاربة على ثروات الكوكب.
أما فيلم "أحجار في جيبي"، فهو عبارة عن سيرة ذاتية لمخرجته اللاتفية، ضمن شكل سينما التحريك، وهي تركّز بالخصوص على مرحلة عاشت فيها حالة من الاكتئاب.
وفي "تيتو في الجليد"، يقدّم مخرجاه السويديان عملاً سياسياً من خلال جولة لنعش تيتو في يوغسلافيا السابقة. أما "شيتين"، وهو فيلم أميركي صامت، فيروي قصة حب نشأت بعد حادث مرور.
من خلال قائمة الأفلام الطويلة تلك، يمكننا أن نرى المساحة الواسعة التي تتحرّك فيها أفلام التحريك اليوم على المستوى العالمي. ولعلّ مهرجان بيروت فرصة لاقتراب الجمهور العربي والمشتغلين في السينما مع هذا الشكل السينمائي الذي يستفيد بقوّة من تطور التقنيات من حوله.
اقرأ أيضاً: "سُليمى".. الخوف في وجوه العابرين