ويمكن ملاحظة أن الشعراء المغاربة تأثروا بالحداثة الغربية من جهة وبمحاولات التجديد في المشرق العربي من جهة أخرى، ما ولّد حساسيات متنوّعة ومتعدّدة لا تزال تنتج تجارب لافتة للدرس سواء على صعيد ثيماتها التي تحوّلت من مرحلة إلى أخرى، أو على صعيد التقنيات والأساليب.
"درس الشعر في المغرب" عنوان الندوة التي تعقد عند الثالثة والنصف من عصر يوم غدٍ الأربعاء في قاعة الندوات بالمدرسة العليا للأساتذة في مدينة مرتيل (280 كلم شمالي الرباط)، بمشاركة الباحثين أحمد الطريسي أعراب وعبد الجليل ناظم وأحمد هاشم الريسوني.
الندوة التي تنظّمها "دار الشعر" في تطوان ووزارة الثقافة، تفتتح الموسم الجامعي 2019-2020، و"تتوجه إلى طلبة الشعب الأدبية والتربوية، قصد اطلاعهم على معالم الدرس الشعري، من المدرسة المغربية إلى الجامعة"، بحسب بيان المنظّمين.
تأتي الفعالية في سياق مبادرة أطلقت بين المدرسة العليا والدار، من خلال إدراج مادة تطبيقية خاصة بالشعر، انطلقت منذ أسبوعين، تتضمّن محاضرات ولقاءات يقدّمها شعراء وجامعيون متخصّصون.
يتناول أعراب حركة النقد لمدوّنة الشعر المغربية، والتي استعرضها في عدد من مؤلّفاته مثل "الرؤية والفن في العربي الحديث بالمغرب"، و"التصور المنهجي ومستويات الإدراك في العمل الأدبي والشعري"، و"الشعرية بين المشابهة والرمزية"، و"الإبداع الشعري والتحولات الاجتماعية والفكرية بالمغرب".
ويذهب ناظم إلى تأصيل بدايات الدرس البلاغي المغربي منذ تجربة محمد ين يعقوب الولالي الذي عاش في القرن الثامن عشر، كما قدّمها في "نقد الشعر في المغرب الحديث"، و"البلاغة والسلطة"، إضافة إلى ترجماته العديدة في الشعر.
ينتمي الناقد أحمد هاشم الريسوني إلى الرعيل الجديد من نقاد الشعر في المغرب، كما تشهد على ذلك إصداراته ودراساته المتواترة، وفي طليعتها كتاب "الشعر العربي المعاصر: جدلية الاختلاف والائتلاف" وكتاب "إبداعية الكتابة"، وهو دراسة في مواطن التحديث الشعري عند الراحل محمد الصباغ.