جمع المعرض أربعة فنانين كانوا مشاركين ضمن مشروع يسمى "بوب-آب بازار" ويحتضنه "مجلس المدينة" في فوربورغ. والذي كان يرمي منذ البداية إلى محاولة إدماج عدد من الحرفيين/ الفنانيين اللاجئين (وأغلبهم من سورية) في البيئة الاستثمارية الهولندية، بحيث يستطيعون تحقيق بداية جديدة مع مجتمع الفن والحرف الفنية الهولندية.
عُرضت خلال هذين اليومين أعمال الفنان السوري برسوم برسوم (الحسكة، 1947)، وهو ربما الفنان الوحيد الذي عرضت له لوحات فنية بالمعنى التشكيلي الكلاسيكي، وهي رسومات زيتية في أغلبها، تستقي أفكارها من الأساطير القديمة لمنطقة الهلال الخصيب، وتعرض أعماله في جانب كبير منها تنويعات لسيدات بأزياء متخيلة لتلك الفترة في المنطقة، مع طغيان اللونين الوردي والبنفسجي عليها.
كما شاركت الفنانة الشابة هالة ناصر التي تدرس تصميم الغرافيك في إحدى أكاديميات هولندا بعدد من الأعمال، جنباً إلى جنب مع أعمال التصميم التي قام بها المصمم السوري إيهاب عمارو، الذي استطاع في فترة لا تتجاوز السنتين أن يجد لنفسه مكاناً في سوق الغرافيك الهولندية، كما أن له منجزاً فنيّاً في التشكيل اليدوي أيضاً، قدّم منه عدداً من اللوحات في هذا المعرض.
إيناس عودة التي درست النحت في دمشق وهي أيضاً زوجة إيهاب، كانت السبب في الهجرة ومغادرة سورية، بعد أن اشتدت المواجهات المسلحة ودُمّر معرضها الخاص للحلي اليدوية التي كانت تصممها.
توضح ليزات كرول أن "المعرض أخذ اسمه من قصيدة للشاعر الفلسطيني نجوان درويش تحمل نفس العنوان، والقصيدة نفسها مطبوعة على تصاميم يعرضها الغاليري". إلى جانب ذلك يعرض الغاليري مجموعة من التصميمات الهولندية سبق أن عرضها تحت عنوان "فن من الشرق"، وعن ذلك تضيف كرول لـ"العربي الجديد": "هذه التوليفة أظهرت اتصالاً قوياً بين العالمين، بل إنه العالم الواحد".
المعرض وفكرته يطرحان من جديد، مسألة الاستقبال الثقافي للاجئين العرب بعد موجة النزوح واللجوء الأخيرة منذ 2011، إذ تعمد الكثير من المؤسسات الثقافية (الألمانية والاسكندنافية منها على وجه الخصوص)، إلى استقبال فنانين وكتاب عرب وتوفير فرص نشر وعرض لهم، بما يساعدهم على الاندماج والإنتاج.
غير أن هذا المعرض الأخير يبدو أكثر تميزاً إذ هو يفسح المجال أيضاً أمام الحرفيين، ويفتح لهم باباً للحضور بعرض منتوجاتهم وتسويقها، وتحويلها إلى قيمة إنتاجية تحفظ للفنان وللإنسان كرامته.