ضمن فئة أفلام "حصة خاصة" في "مهرجان كان السينمائي"، يُعرض مساء اليوم في قاعة "سواسنتيام" فيلم "حسين حبري: تراجيديا تشاديّة" (2016) للمخرج محمد صالح هارون والذي يضيء فيه ذاكرة ضحايا نظام حسين حبري الذي حكم البلاد من 1982 إلى 1990.
كانت الحادثة التي جعلت المُخرج التشادي يبدأ في التفكير في إنجاز هذا العمل هو القبض على حبري سنة 2013 في السنغال حيث لجأ، قبل أن يُقدّم للمحاكمة التي فرضتها منظمات دولية تتهمته بجرائم ضد الإنسانية أسفرت عن "40 ألف قتيل"، حسب بعض التقارير.
أعادت هذه المحاكمة الأمل لكثيرين في تشاد، كانوا تحت قبضة حبري ودخلوا معتقلاته لأسباب شتى. الفيلم عبارة عن جولة يقوم بها هارون مع رئيس "جمعية ضحايا نظام حبري" حيث يقوده الأخير إلى ناجين دخلوا معتقلات الدكتاتور التشادي ولا تزال آثار اعتقالهم راسخة في نفوسهم وأذهانهم. يحاول المخرج التعمّق في هذه الذكريات القاسية من خلال أسئلته، ومن خلال تركيزه على عيون الضحايا وقت التصوير.
من خلال هذه الشهادات، يرسم المخرج جزءاً من تاريخ تشاد المعاصر وعلاقاته الخارجية، حيث أن فترة حكم حبري القاسية كانت أيضاً فترة حروب مع الدول المجاورة، كما ألقت القوى العالمية بظلالها على البلد.
فيلم "حسين حبري: تراجيديا تشاديّة"، يأتي ضمن مجموعة كبيرة من الوثائقيات حول الدكتاتوريين الأفارقة، يقترحها مخرجون أفارقة وأوربيون وأميركان، حتى إن هذا النوع من الأفلام يكاد يكون النوع الثاني من الأفلام التي تتحدث عن أفريقيا بعد الأفلام الوثائقية حول الطبيعة.