في جميع هذه الدكاكين العطنة وفي كل هذا الأثاث المعطوب والكرافات المجعلكة
وكؤوس البيسبول وغلّايات القهوة
لم أر أبداً راديو ماركة "فيلكو" - ذي العين الأوتوماتيكية - من زمن ما بعد الحرب
ولا سمعتُ مقطوعة "بوليرو" من رافيل (Ravel) كما سمعتها سنة 1945 في حجرة المعيشة الضيّقة تلك في شارع بيتشوود، ولا رقصتُ كما فعلتُ حينها:
سكاكيني جميعها تتوامض
وشَعري كلّه ينساب
أمي محمَرّة الوجه من الضحك،
وأبي يدوِّر يده اليسرى تحت إبطه
وهو يرقص رقص أوكرانيا القديم
صوت كفّه نصفه طبلٌ ونصفه ضرطة،
وأخيراً ها هو العالم يصير مرجة خضراء...
نحن الثلاثة ندور ونغنّي
ثلاثتنا نصرخ ثم نسقط، كما لو أننا نموت
كما لو أننا لا نستطيع أن نتوقف - في سنة 1945- في بيتسبرغ
بيتسبرغ القذرة الجميلة، موطن آل ميلون الأشرار، 5000 ميل بعيداً عن الرقص الآخر - في بولونيا وألمانيا -
آهٍ يا إله الرحمة، آهٍ أيها الإله الضاري.
* Gerald Stern شاعر أميركي من مواليد بيتسبرغ عام 1925
** ترجمة نجوان درويش