خلال السنوات الأخيرة الماضية، يسعى منظّمو "مهرجان جرش للثقافة والفنون" إلى التأكيد على "ثباته" في ظلّ "انطفاء" مهرجانات عربية نتيجة الصراعات والاضطرابات التي يشهدها أكثر من بلد، وإلى أنه يرتكز على "جدّية" ما تقدّمه من فعاليات فنية وثقافية، في ردّ دائم على أحزاب وقوى دأبت على إطلاق حملة سنوية تطالب بإلغاء التظاهرة التي "تحضّ على الفساد الأخلافي والقيمي"، على حد قولها.
قبيل انطلاق أكبر مهرجان تدعمه وترعاه الدولة الأردنية، بعد غدٍ الخميس ويتواصل حتى 30 من الشهر الجاري، تخرج التصريحات الرسمية في محاولة للتغطية على تراجع مستوى ما يقدّمه من فعاليات، وتبريرها في وجه الهجوم "المزمن" عليها.
لكن عند التدقيق في برنامج "جرش"، نجد أن ظهور نجوم الغناء العرب على "المسرح الجنوبي" والذي يستنزف معظم ميزانيته لا يمكنه أن يقارن بما تستضيفه مهرجانات منافسة، ولا حتى بحفلات متفرّقة لهم تُنظّم في عمّان طوال العام.
ولا يقلّ الحال سوءاً في ما يتعلّق بالأنشطة الثقافية، وفي مقدّمتها "مهرجان جرش الشعري" الذي يعيد تقديم الأسماء الأردنية ذاتها أو العربية التي تحظى بقرب من الجهات المنظّمة، في أمسيات لا تجد حاضرين لها، ويبدو أن الشعر هو الغائب الرئيس عن معظمها.
المفارقة تتجلّى بان أفضل ما يتضّمنه المهرجان هي عروض الفرق الموسيقية والمسرحية والباليه والرقص الوافدة من بلدان أفريقية وآسيوية وأميركولاتينية وأوروبية، والسواد الأعظم منها هو نتاج التبادلات بين وزارة الثقافة الأردنية ونظيراتها في تلك البلدان، وبذلك تكون الأقل كلفة في تنظيمها.
إلى جانب ذلك، تقيم الدورة الثانية والثلاثين ندوة "القدس في وجدان الأردنيين" في 29 تموز/ يوليو، ويتحدّث خلالها باحثون من الأردن وفلسطين؛ من بينهم: عبد الله العبادي، وبسام البطوش، سلطان المعاني، ومازن النشاشيبي، ونواف الزرو، وندوة "حبيب الزيودي شاعراً" في اليوم التالي بمشاركة ناصر شبانة، وعبد الرحيم مراشدة، ومحمد السعودي، وصبري ربيحات، ومخلد الزيودي، ولؤي أحمد.
من بين المشاركين في "برنامج الشعر"، سمير درويش من مصر، ومحمد البغيلي من الكويت وخالد الوغلاني من تونس وروضة الحاج من السودان وفيوليت أبو الجلد من لبنان وسعيد الصقلاوي من عُمان، وعبد الناصر صلاح من فلسطين، وحيدر محمود وصلاح جرار ومريم الصيفي من الأردن.