"سجّاد الحرب": فصول من تاريخ أفغانستان

09 أكتوبر 2024
من المعرض
+ الخط -
اظهر الملخص
- يستعرض معرض "سجاد الحرب.. تاريخ أفغانستان المعقد" في المتحف البريطاني بلندن، كيف وثّق النساجون الأفغان تاريخ بلادهم المضطرب منذ دخول القوات السوفييتية عام 1979، من خلال دمج صور الحرب في السجاد التقليدي.

- يعكس السجاد المعروض التحولات التي شهدتها أفغانستان، حيث استبدلت الطيور بطائرات الهليكوبتر والبنادق بالزهور، مما أدى إلى نشوء فن "سجاد الحرب الأفغاني"، الذي يوثق الأحداث المحلية والعالمية مثل هجمات 11 سبتمبر.

- انتقل "سجاد الحرب" من صناعة محلية إلى جذب اهتمام عالمي، حيث أصبح جزءاً من المشهد الفني العالمي، موثقاً الحياة اليومية للأفغان وتأثير الحروب المستمرة.

حتى التاسع والعشرين من حزيران/ يونيو 2025، يتواصل في "المتحف البريطاني" بلندن معرض "سجّاد الحرب.. تاريخ أفغانستان المعقد"، والذي يضيء كيف وثّق النساجون الأفغان تاريخ بلادهم المضطرب ضمن صناعة السجاجيد التقليدية.

المعرض الذي افتتح الجمعة الماضي في قاعة "مؤسّسة البخاري لفن العالم الإسلامي" بالمتحف، يعود إلى لحظة مفصلية في تاريخ البلد الآسيوي، حين عبرت القوّات السوفييتية الحدود إلى كابل في 24 كانون الأول/ ديسمبر عام 1979، لتندلع حربٌ طويلة امتدّت عشر سنوات.

يتضمّن المعرض نماذج متعدّدة من السجّاد تعكس التحوّلات التي عاشتها أفغانستان منذ ذلك التاريخ، حيث بدأ النساجون الأفغان في تضمين صور الحرب الحديثة في سجّادهم وبسطهم، و"تم استبدال الطيور بطائرات الهليكوبتر العسكرية، كما حلّت البنادق محل الزهور، وقاتلت شياطين جنبًا إلى جنب مع الدبابات، وأدى هذا الاندماج بين الحرف التقليدية وتوثيق التاريخ المُعاصر إلى نشوء شكل فنّي جديد أُطلق عليه 'سجّاد الحرب الأفغاني'"، بحسب بيان المنظّمين.

بدأ النساجون الأفغان في تضمين صور الحرب الحديثة في سجادهم وبسطهم منذ عام 1979

يُبرز هذا الفنّ كيف أصبحت الحرب بما تعنيه من اقتتال وأسلحة وقطع عسكرية ومحاربين جزءاً أساسياً من مشهد الحياة اليومية لأكثر من أربعة عقود، بل إنّ صناعة السجّاد ظلّت تتطوّر خلال تلك الفترة لتحاكي الأحداث والوقائع في داخل أفغانستان، وكذلك في خارجها، لكنّها تركت تأثيراً كبيراً عليها مثل هجمات 11 أيلول/ سبتمبر عام 2011.

مشهد اختراق الطائرتين لجدران بُرجَيْ مركز التجارة العالمي في نيويورك نُسج على العديد من قطع السجّاد التي احتوت أيضاً على عناصر أُخرى، إذ نجد خارطتي العراق وأفغانستان على تلك القطع التي وثّقت الحدث في إشارة إلى اتهام النظام العراقي السابق بالتعاون مع تنظيم "القاعدة"، مع نسج صور لدبابات وطائرات وجنود على السجّادة نفسها.

من المعرض
من المعرض

ويبيّن المعرض انتقال "سجّاد الحرب" من صناعة محلّية لتجتذب في البداية الجنود القادمين من وراء الحدود والصحافيين والدبلوماسيين وكذلك العاملين في المجال الإنساني، ثمّ انتشرت في أنحاء متفرّقة من العالم وباتت تحظى باهتمام مؤسّسات فنية ومقتنين، ولا يزال يتم إنتاج هذا السجّاد حتى يومنا هذا، في متابعة حثيثة للمشهد السياسي المتغير في أفغانستان.

تحمل النماذج المعروضة تصوّرات مختلفة، فبعضها يُظهر توثيقاً مباشراً لوقائع الحرب بينما يقدّم بعضها الآخر رسائل مناهضة لها، بالإضافة إلى كشف أحوال الأفغان وطبيعة حياتهم خلال الحروب التي يعيشون تداعيها حتى اللحظة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون