قليلة هي وجهات النظر الجديدة في حقل الدراسات المتحفية النقدية طيلة القرن العشرين وأوائل الحادي والعشرين، وكذلك الدراسة التي تبحث في العلاقة ما بين المعرفة والسلطة ومكان مثل المتحف.
الأكاديمي والباحث الأسترالي توني بينيت من "جامعة غرب سيدني"، من أبرز المشتغلين في هذا المجال، مستنداً إلى دراسة فوكو وحفرياته حول هذه العلاقة بين المعرفة والسلطة، حيث قدّم عدّة دراسات حول تطوّر سياسات المتاحف خلال القرنين التاسع عشر والعشرين في ضوء التاريخ الكولونيالي الأوروبي والأميركي، متتبعاً المنطق السياسي الذي رافق تطوّر هذه المؤسسات الثقافية.
بينيت يشارك في ملتقى بعنوان "المتاحف، السلطة، المعرفة" ينظّمه "متحف الإنسان" في باريس اليوم مع الأكاديمي دومينيك بولو من "جامعة باريس 1"، حيث يتناول الاثنان ثيمة أساسية هي "إعادة كتابة الماضي الاستعماري: تحديات معاصرة".
تتناول مناقشة الباحثين الطريقة التي تشتبك بها المتاحف ممارسة السلطة، والكيفية التي أثّرت بها الممارسات المعرفية الجمالية والأنثروبولوجية على السلطة الثقافية منذ القرن التاسع عشر إلى اليوم.
النقاش يتطرّق بشكل أساسي إلى الدور الذي لعبته مرحلة الدراسات الأنثروبولوجية الميدانية الأميركية والبريطانية والفرنسية والأسترالية على تطوّر ممارسات جديدة للحاكمية الكولونيالية.
يرى بينيت أن الطريقة التي تعمل بها المتاحف تقول الكثير عن تاريخ الكولونيالية، حيث أنها المكان الذي تتقاطع فيه الأنثروبولوجيا وعلوم الأحياء والجغرافيا والاجتماع والتاريخ، لذلك قد يكون المتحف من أفضل الأماكن التي يمكن من خلالها إعادة مناقشة التاريخ بموضوعية، وتفكيك المعرفة التي تقدّمها.