ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من "مهرجان صفاقس الدولي"، قُدّم مؤخّراً عرض صوفي بعنوان "الزيارة" لسامي اللجمي، في "المسرح الصيفي" في سيدي منصور، جمع بين الموسيقى والرقص والمسرح، مستخدماً تقنية توجيه الألوان على الركح.
تضمّن العرض وصلات صوفية مستمدّة من تراث "العوامرية" و"العيساوية" بلمسة عصرية، ويظهر التجديد في إدخاله آلات غريبة على هذا النمط الموسيقي كالكمنجة، وتطويع الموسيقى المقدَّمة إلى ألوان موسيقية أخرى كـ "الفلامنكو".
أبرز الحفل أيضاَ تفاصيل الطقوس التي تُقام خلال كلّ "زيارة" (من التقاليد التونسية التراثية زيارة مقامات الأولياء الصالحين)؛ حيث يكون للموسيقى دور في خلق روحي خاص.
كذلك، حضرت تقنيات مسرحية في العرض، كـ الكوريغرافيا وخيال الظلّ، حيث تمّ اعتماد راقصين من خلف الستار، كان لحضورهم رفقة راقصي الصف الأمامي ورافعي الرايات الكبيرة أثر بصري متناغم مع الإيقاع.
عن حضور الإنشاد الصوفي في صفاقس ومدى تقاطعه مع أنماط موسيقية أخرى، يقول منسّق المهرجان خليل قطاطة، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن الإنشاد الصوفي في صفاقس بقي حبيس الزوايا، مضيفاً أن فرقاً قليلة توظّف هذا التراث الثري.
يقول قطاطة إن "معظم كلمات الأغاني والأناشيد الصوفية تعتمد على اللهجة التونسية المحكية، وعلى الإيقاع الذي يكون الطار أو الدف هي الآلات الأساسية فيه، بينما تقوم موجة التجديد على إدخال آلات حديثة يستهجنها البعض ويعتبرها دخيلة، ويستحسنها آخرون على اعتبارها أنها ستساهم في تطوير هذه الموسيقى وإخراجها من سجن الزوايا".