في تجربة تحكي عن مرحلة ما بعد انتهاء قصّص الحبّ، يقدّم الموسيقي الفلسطيني فرج سليمان عرضه الجديد "حبّ بلا قصّة" عند الثامنة والنصف من مساء السبت المقبل في "قاعة كريغر" في مدينة حيفا المحتلّة.
يشارك في العرض الذي يصدر قريباً في ألبوم يحمل الاسم ذاته، ثلاثة عازفين من فرنسا هم: كاميل باسيري (ترومبيت)، وباتيست دي شيبونيه (درامز)، وإمانويل فورستر (غيتار باص)، إلى جانب حبيب شحادة حنّا (عود).
يقول سليمان في حديثه لـ"العربي الجديد" إن العمل يرسم قصص حب مع أشخاص وأمكنة وأشياء قريبة بعد نهاياتها، عبر حوار يقيمه بين البيانو والترومبيت (البوق) والغيتار والدرامز، في تسع مقطوعات تنفذ فيها الموسيقى الشرقية إلى البيانو، والبيانو إلى قلب الموسيقى الشرقية".
"تنتهي الأحداث، وتبقى مشاعر الحب، التي غالباً ما تكون حزينة وتموت مع مرور الوقت" يلفت صاحب "تسجيل دخول"، مضيفاً: "حين نعتاد العيش والإقامة في مكان ما، ولسبب معين نضطر إلى تركه، عندها تنتهي قصّتنا والأحداث التي نمارسها ونعيشها في المكان، لكن حبّنا له يبقى، حتى لو كان بقاؤه على شكل حزن وحسرة. وهذا يسري على قصصنا وعلاقتنا مع أماكن وأشخاص وأشياء عديدة".
ويرى سليمان أن "الآلة بحدّ ذاتها لا تحدّد الموسيقى إن كانت شرقية أم غربية، إنما طريقة العزف عليها التي تخلق الأسلوب والنمط الموسيقي"، ما يحيلنا إلى جدل يؤسّس تجربة الفنان الفلسطيني بين البيانو بوصفه آلة غربية وبين ما يكتبه من مؤلّفات وكيف يؤّديها في دمجه الموسيقى الشرقية بعوالم الفيوجن والروك وغيرها.
"حب بلا قصّة"؛ ألبومه الثالث بعد اشتغالات موسيقية عديدة في المسرح والسينما، وهو يأتي في سياق مراجعة دائمة لصاحب "كان يا مدينة" لتلك "الفجوة التي استمرت قرابة خمسين عاماً تفصل بين زمن عظمة الموسيقى العربية وبين اللحظة الني نعيشها اليوم".
انشغالات سليمان تكمن في تقديم أعمالٍ ترقى إلى تلك المرحلة في جودتها ومستواها لا أن تكون امتداداً أو تطويراً عليها، بالنظر إلى الفوارق الزمينة والجغرافية والسياسية بين زمن وآخر، ضمن مشروعه في الموسيقى الآلاتية (Instrumental)، والذي يراكم فيه رؤية مختلفة على صعيد المضمون والفنيّات.