شكراً
شَعري لم يعد كثيفاً
والخطّ ذو البريق الخفيّ
بين العينين
يزداد عمقاً
لكن،
في أصابعي عندما تلامس
خدّ ولد،
في الرماد الذي يخفي الزرقة أكثر فأكثر
في الشتاء،
أمام نافذتي هنا حيث أكتب
بحرُ الغروب،
في عُباب السماء،
في تحليقِ طير مفاجئٍ
في عيون الحيوانات التي تحِبّ
في الغيوم التي يذكّر عبورها البطيء الرائع
بعبور إله
بالتقديس الذي يَجلبُه الضباب
في دهشة جمال الزهور
في أولى الأضواء التي تتالى بخفر
لتشقّ في المساء الظلام
في بَرَكة الظِلّ الذي يتبع
بعد كلّ صلاة أمام أيقونة المسيح القديمة المَمحوّة
في غسق صلاة الغروب وعطفها
في النظرة التي تردّ على نظرتي
في دعوة الربيع إلى رقص
السعادة الرقيق
في الأبد الذي يمدّد كل يوم
الفجر،
في الجبين عندما ينام ذلك الذي أحبّ
أرى عجيبة
من خلال دموع الشمس
والعشق، شكراً.
■ ■ ■
اليوم هذا
اليوم هذا لم يأتِ قط
ما بين الغد والأمس
سيبقى دائما البرق
الذي خلّفته القصيدة
التي جاءت تطلب،
ملحّة
عنيدة
-اليومَ لا في غيره-
كي تُكْتَب.
■ ■ ■
النجم
الحلم بالتأكيد كان سيئاً
لكن عندما زللت في الخارج على الأوراق
والأشجار
رأيت نجماً، نجماً
لم أرَ له مثيلاً،
من شرارات - لعمري- فقطّ وأشعّة
عالياً فوق القلعة،
نقيّاً في الدجى
ينتظر
أومأت إليه وقلت:
"أحيا للحظة حرير
لخيط حرير
يحملني
خفيفة
بخفّة
إلى النجوم".
ابتسم لي على مهل وغاب.
■ ■ ■
طيران نورس
أحبّ الناس الذين يموتون أمام
البحر،
هكذا مثلما يحنون رؤوسهم إلى الوراء، عالياً، عالياً جدّاً
ليروا كيف ينطفئ طيران نورس.
■ ■ ■
العصافير تحبّ الأطلال
العصافير تحبّ الأطلال
تجد فسحة لعشّها
تجد فسحة لأجنحتها
حين تفردها وتنقضّ
لتطرد الكابوس
عن أحلامِ
المرهَفين من البشر.
■ ■ ■
حقيقة
سجننا
زيّناه بالورد والياسمين.
وجلبنا أيضاً طيوراً كي نحجب الصمت.
لكن، لقطعة السماء تلك
التي تنظر إلينا،
ماذا عسانا نقول؟
* شاعرة يونانيّة وُلِدَت في مدينة الإسكندريّة في مصر عام 1934. تلقّت علومها في المدرسة اليونانيّة في مدينة المنصورة. درست علم الاجتماع في الجامعة الأمريكيّة في القاهرة. تابعت دراسات عليا في الأدب الإنكليزيّ والأميركيّ في جامعة ستانفورد. أصدرت ديوانها الأوّل عام 1961. حصلت عام 2010 على جائزة الشعر الغنائيّ من "المجمع العلميّ" في أثينا. تقيم منذ سنوات في جزيرة ليروس بشكل دائم.
** ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا