أحقاً سَبحنا تحت معبد بوسيدون
وخاطبني الصيفُ على مَسْمع الزُّرقة
وهل سِوانا مَنْ كانوا يتنزَّهون على التلّة
قبل أن نَنْحَدِر إلى الشاطئ
ونُبلِّل أقدامنا في بحر الأبدية ذاك؟
(لولا شعراء، أحياء وموتى، لهم شأنٌ عندي ما كنت أنزل لمياهه،
ما شأني أصلاً بمياه الأبدية؟)
كان منّا من يبحث عن توقيع اللورد بايرون
على صخرةٍ من بقايا الهيكل
وكنتُ أبحث عن الصخرة التي قفز عنها الأبُ
حين نسيتْ سفينةُ الحبِّ أن تُبدِّل أشرعتها.
في القسطنطينية، أعطوني شاهدة قبر امرئ القيس
أخفيتها بين القمصان في الحقيبة التي ما زلتُ أسافر بها بحثاً عن قطعة فَيْءٍ مِنْ جَبَلِ عَسيب.
وهنا، منحوني الأشرعةَ السوداءَ ونَدَمَ السفينة
وقسوةَ ألفِ شتاءٍ على أطلال المعبد.
الأشرعة تُبدِّل ألوانها وتتلاعب بي
عمّا قليل أطويها وأعود إلى القدس...
صلبان مرفوعةٌ وجدرانٌ تحفُّ الطريق
ولا أعرف
إن كنتُ خارجاً من الفردوس أم ذاهباً إليه،
الطريقُ
أيضاً
تتلاعب بي.
سأظلُّ قابضاً على هذه الذكرى الصغيرة
مثل حفنةٍ من الزُّرقة
فوق معبد بوسيدون.
■ ■ ■
العثمانيون الذين كانوا يَقصِفون الأكروبول
كانوا أسلافي
والذين صمدوا فيه
وقاوموا
كنتُ واحداً منهم
قالت لي حفنةُ القمح: لأيِّ حجري الرّحى أنتمي وكلاهما يسحقني؟
أقِفُ اليومَ وأنظرُ إلى الأعمدة ولا أملك جواباً
ما زلتُ أُقاوم...