لم يمنع تفاقم مرض "العصبون الحركي" الشاعر الأيرلندي ماثيو سويني، الذي رحل عن عالمنا أمس في مدينة كورك الإيرلندية، من كتابة مجموعته الأخيرة وإصدارها في نيسان/ أبريل الماضي بعنوان "حياتي كرسام".
المرض الذي يسبّب الشلل التدريجي، (كان مصاباً به ستيف هوكينغ) اختطف حياة أحد أغزر شعراء أيرلندا المعاصرين (1951-2018) بعد صراع دام سنوات، أصدر خلالها 15 مجموعة شعرية.
لم يكتب سويني الشعر فقطـ بل قام بتأليف عمل سردي بعنوان "الموت يأتي إلى الشعراء" وهي رواية رعب ساخرة، كما ألّف كتاباً نقدياً بعنوان "كتابة الشعر" كما كان شريكاً ومحرراً لعدّة مؤلفات من بينها أشعار للأطفال، وأخرى تتعلّق بتاريخ الشعر الأيرلندي.
من أهم إصداراته الشعرية "خط التفتيش" (2015) و"موسيقى الحصان" (2013) و"بريد الليل" (2010) و"قمر أسود" (2007)، وهذه رشح عنها ووصل إلى القائمة القصيرة لجائزة تي إس إليوت، أما أولى مجموعاته فقد صدرت عام 1981، وكانت بعنوان "حلم بالخرائط".
ولد سويني في مدينة ليفورد، ودرس الأدب الألماني في "جامعة فرايبوغ" في ألمانيا، وقد ظهرت تأثير الأدب الألماني على قصيدته وخصوصاً تأثّره الكبير بفرانز كافكا وعوالمه.
ثمة وهن جميل في قصيدة سويني وروح ساخرة تظهر وتختفي من دون أن تثقل على القارئ، وقد نعتته الصحافة الإيرلندية والبريطانية بعناوين مثل "شاعر رائع يغادرنا"، و"أحد أرقى شعراء جيله"، أو "الحرفي الرفيع يرحل عن عالمنا".
في هذه العناوين قراءات موجزة لقصيدته ذات الحساسية الخاصة، وقدرته على توظيف اللغة والصور والخرافات والدخول إلى مناطق مظلمة ومقلمة، والانتقال من الرقة إلى الكوميديا السوداء بقوة وشعرية آسرة.