رغم تأسيسه كتظاهرة تهتمّ بالانفتاح على الفنون والآداب الأفريقية وتفاعلها في المشهد المغربي، إلا أن "مهرجان ثويزا للثقافة الأمازيغية" يواصل في دورته الثالثة عشرة التي اختتمت في مدينة طنجة أمس الأحد، استضافتها لعدد من المثقفين والباحثين العرب والاشتباك مع جملة من القضايا الراهنة.
تحت شعار "في الحاجة إلى المثقف"، استضافت الدورة الحالية الباحثة والروائية المصرية نوال السعداوي (1931) كضيفة شرف المهرجان، في إطار الاحتفاء بها وتكريمها على مشوارها الأدبي والنضالي.
تحدّثت صاحبة "الانثى هي الأصل" عن التحديات التي تواجه الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وحاجة تلك الشعوب للتحرّر من العبودية المستترة تحت عدّة أسماء مختلفة، ولا سيما تحرّر المرأة من التسلّط والفكر الذكوري المهيمن على الشعوب.
وأكّدت السعداوي أن التحرّر يبدأ عند القبول بدفع ثمن تلك الحرية بكلّ ترحاب، مشيرة في ورقتها إلى المعاناة والاضطهاد الذي واجهته خلال تجربتها، وما وجاهته من إقصاء العديد من الأنظمة العربية لمشاركاتها في العديد من التظاهرات، وكذك مصادرة ومنع مؤّلفاتها البحثية والأدبية.
ويهدف المهرجان الذي تنظّمه مؤسسة "المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة" في هذه الدورة إلى البحث عن دور المثقف في سياق التحولّات السياسية والفكرية والأييدولوجية الراهنة، إضافة إلى تكريس احتفائها السنوي بالروائي المغربي الراحل محمد شكري (1935 – 2003)، كما تكرّم هذا العام الروائي والشاعر الإسباني خوان غويتيسولو (1931 – 2017) الذي عاش فترة طويلة من حياته في المغرب ورحل فيها منذ شهرين حيث دفن في مدينة العرائش قرب قبر جان جينيه.
كما عُقدت ندوة بعنوان "الأمازيغية ومثقفوها" تحدّث خلالها رشيد الحاحي ومحمد بودهان وبلعيد بودريس، أقيمت العديد من الحفلات شارك فيها العديد من الفرق والموسيقيين؛ من بينهم: "مجموعة إثران"، ورشيدة طلال، والدوزي، ومغني الراب مسلم.