لعبت الحضارة الفرعونية دوراً كبيراً في كتابات سيغموند فرويد، فمثلاً في مقالته "ليوناردو دافنشي: ذاكرة طفولة" يستخدم فرويد آلهة مصرية كمفتاح للهوية الجنسية والإبداعية للفنان، كما تحتلّ مصر مركز الصدارة في عمل فرويد "موسى والتوحيد" حيث يحاجج بأن موسى لم يكن يهودياً لكنه مصري.
في معرض أقيم مؤخراً في "متحف فرويد" في لندن، عُرضت مقتنيات فرويد من الآثار والتحف الفرعونية، وكشف هذا المعرض عن شغف فرويد بالمصريين الأوائل، حيث ضمّت لوحة لأبي الهول في لقاء أوديب به، ولوحة لمعبد الكرنك، وعشرات التماثيل الفرعونية القديمة، والجعارين.
كما امتلك فرويد قطعة حجرية منتزعة من أحد المباني الفرعونية، ورأس لتمثال ملوّن بالحجم الطبيعي، وقطعتين من كفنٍ كُتبت فيهما تعويذة لإخضاع خدم الميت له في الحياة الأخرى، وخرطوش ملكي من الحجر، وقناعين لكفَني مومياوتين.
عن فرويد والفراعنة، تلقي الباحثة والمحلّلة النفسية إليزابيث رودنسكو محاضرة تحت عنوان "فرويد عالم مصريات"، في "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة عند السادسة من مساء اليوم وذلك بمناسبة صدور كتابها الذي يوثّق لسيرة حياة فرويد بترجمة عربية عن "دار التنوير" تحت عنوان "فرويد في زمانه وفي زماننا".
تقدّم رودنسكو حلقتين محوريتين من قصة شغف فرويد بمصر، حيث تدور الحلقة الأولى قبل الحرب العالمية الأولى، إذ كان فرويد خلال هذه الفترة يعدّ دراسة عن ليوناردو دا فينشي وقد اقتنى تماثيل فرعونية صغيرة للآلهة إيزيس وأوزيريس وحوروس من منطلق انبهاره بالأساطير المصرية.
وفي الحلقة الثانية، تتناول المحاضرة فرويد ما بعد 1933، حيث شرع في عرض جانب آخر من تاريخ مصر، إذ اضطلع بإثبات أن النبي موسى لم يكن يهودياً بل مصرياً، كما تتناول دوافع شغف فرويد بالمصريات، إلى جانب أهمية فكره وأعماله في الماضي والحاضر.
تعتبر رودينسكو من أبرز المحلّلين النفسيين في فرنسا اليوم، وصدر لها عدّة كتب مرجعية في هذا المجال منها: "تاريخ التحليل النفسي في فرنسا" و"جاك لاكان: ملامح حياة ونشأة منظومة فكرية"، و"قاموس التحليل النفسي".