تحت عنوان "طلال أسد والتفكير في العلمانية وتشكلاتها في الأخلاق والقانون" يحاضر الأكاديمي محمد العربي عند السادسة من مساء الثلاثاء المقبل، في "منتدى الدين والحريات" في القاهرة.
يتناول المحاضر إسهامات أسد (1932) في مجال أنثروبولوجيا الدين وذلك بالتركيز على كتابه "تشكلات العلماني: في المسيحية والحداثة والإسلام"، العمل الذي قام العربي بترجمته إلى العربية، حيث ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول "العلماني"، و"العلمانية"، و"العلمنة".
يرى الباحث والمترجم أن أسد درس العلمانية من منطلق "نقدي تفكيكي للخطابات والممارسات التـي ساهم تطورها في تشكيل سرديات الحداثة، وما بعدها"، وفقاً لما يقول بيان الفعالية، ويسعى العربي إلى أن يدرس فرضية أسد من خلال ثلاثة محاور رئيسية: مدرسة النقد الثقافي، وتشكل "الدين" و"العلماني"، وتطوّر الأخلاق والقانون في مصر الكولونيالية.
طرح أسد أسئلة وافتراضات متعلّقة بالعلمانية، من بينها بحثه في العلاقة بين العلماني والعلمانية، ومعنى أنثروبولوجيا العلمانية، وإن كان من الممكن فهم "العلمانية" قبل فهم "الدين".
بالنسبة إلى سؤاله حول مفهوم "العلماني"، فقد بحث أسد فيه "كإمكانية إنسانية وتاريخية تظهر في السياسة والدين والأخلاق وحقوق الإنسان والقومية"، ويرى أن "العلماني" لا يمكن أن ننظر له كنقيض أو ووريث للدين، الذي يعاد تشكيله أيضاً في كل عصر.
يركّز أسد في كتابه على أعمال تشارلز تايلور، وهوزيه كازانوفا، باعتبارهما من بين أبرز من تناول العلمانية في الغرب، حيث يأخذ على نموذج العلمانية الذي يقدّمانه في كتاباتهما أنه نموذج نظري لا يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي للمجتمعات الغربية، خاصة ما يتعلّق منه بالعملية السياسية في هذه المجتمعات.
لا يستند نقد صاحب "جنيولوجيا الدين" لنموذج العلمانية إلى منطق ديني، بل يناقش المسألة من زاوية الحقوق والدستور والتمثيل السياسي وتأثّرها بتباين الانتماءات الاجتماعية والدينية وتوازنات القوى.