لعلّ الملاحَظة الأبرز في المشهد الثقافي في المغرب هي انفتاحه - بحكم موقعه الجغرافي كبلدٍ متوسّطي - على أوروبا، من دون أن يجري التغافل عن امتداده الثقافي والجغرافي بوصفه بلداً أفريقياً.
هكذا، تحضر التظاهرات الثقافية ذات البعد الأفريقي بشكل بارزِ في عدّة مدن مغربية. ولعلّ هذا التوجّه يشهد انتعاشةً في الفترة الأخيرة، بعد إعلان المغرب رغبته في العودة إلى "الاتحاد الأفريقي" الذي انسحب منه عام 1984.
في هذا السياق، أُعلن، مؤخّراً، عن تأسيس تظاهرة جديدة في مدينة طنجة، شمال البلاد، باسم "المهرجان الدولي لموسيقى العالم والفنون الأفريقية"، ليُضاف إلى تلك التظاهرات التي تُعنى بفنون القارّة السمراء وثقافاتها؛ وأبرزها "مهرجان السينما الأفريقية"، الذي يُقام في مدينة خريبكة، وسط البلاد، منذ قرابة 19 عاماً.
الدورة الأولى، التي تحمل شعار "معاً لتثمين التراث الثقافي والفني لقارتنا أفريقيا"، يُنتَظر أن تنطلق في الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وتستمرّ حتى الخامس عشر منه، بمشاركة عشر فرق موسيقية من المغرب الكاميرون والكونغو الديمقراطية والغابون، إضافةً إلى بوركينافاسو التي اختيرت كضيف شرف.
وقالت إليس دينتشن كوك، رئيسة مؤسّسة "دينتشن كوك لتنمية الفنون والثقافة والموسيقى الأفريقية"، التي تنظّم التظاهرة بالشراكة مع مدينة طنجة، إن التظاهرة "تطمح إلى أن تصبح موعدا سنوياً، بهدف تثمين الثقافة الأفريقية والمغربية وخلق فضاء للتمازج الثقافي والفني بين موسيقيين بلدان مختلفة، خصوصاً من أفريقيا جنوب الصحراء".
تتوزّع فعاليات المهرجان بين الحفلات الموسيقية وعروض الشارع التي تتضمّن رقصات من التراث الأفريقي، إلى جانب ندوات ومحاضرات حول الفنون الأفريقية، تتناول مواضيع مثل: "خلق مساحات ثقافية منصفة"، و"فنون وثقافات أفريقيا: الواقع والآفاق"، و"التاريخ القناوي وعلاقته بالمجتمع المغربي والمجتمعات الإفريقية"، و"الجانب النفسي للموسيقى الإفريقية وآثارها على الجهاز العصبي".
ويُنتظر، على هامش المهرجان، افتتاح فضاء ثقافي جديد في طنجة باسم "دار أفريقيا"، يكون مخصّصاً لاحتضان التظاهرات المتعلّقة بالثقافات والفنون الأفريقية، على مدار السنة.