لا يزال نشر الكتاب العربي وتوزيعه محدوداً في مدن فلسطين المحتلّة عام 1948، بسبب مركّبات الحالة الاستعمارية، وندرة الإصدارات الحديثة التي تصل من البلدان العربية في معظم الحقول والمجالات، وإن كان أوفرها حظاً في الانتشار خلال السنوات الأخيرة هي الكتب الأدبية من رواية وشعر.
يحتضن فضاء "فتوش" في شارع الكرمل في مدينة حيفا للسنة الثانية قاعة عرض لكتب تصدرها دور نشر محليّة وعربيّة وألبومات موسيقيّة لفنانين فلسطينيين وعرب، ومنتجاتٍ وأعمال فنيّة، إضافة إلى تنظيمها فعاليات تختصّ بالموسيقى والفنون البصريّة والأدب والسينما وغيرها.
في هذا السياق، تختتم عند السابعة من مساء اليوم فعاليات الدورة الثانية من معرض الكتاب الذي انطلق في "فتوش" في السادس والعشرين من الشهر الماضي، بحفل لفرقة "ولعت" العكّاوية التي يكتب أعضاؤها كلمات أغانيها ويلحنونها ويؤدونها بأنفسهم بأسلوب خاص يعتمد على النقد للمشاكل الاجتماعية والتأكيد على تمسّك الفلسطيني بأرضه.
تأسست الفرقة عام 2002 على يد الفنان خير فوده، وأصدرت ألبومين؛ "لو شربوا البحر" (2003)، و"عندي شو ما بدي" (2006)، كما تعمل على ألبومها الأخير الذي يحمل عنوان "على بال مين".
يشتمل المعرض على قرابة ألفي عنوان تتنوّع موضوعاتها بين الأدب العربي والمترجم والشعر والسياسة والتاريخ والفلسفة والفنّ وأدب الأطفال واليافعين من أكثر من عشرين دار نشر وصلت كتبها (بدون مشاركة الناشرين) من عواصم عربيّة مثل عمّان وبيروت والقاهرة، وأخرى فلسطينيّة.
ولفت القائمون على التظاهرة في بيانهم الصحافي إلى "انتظامها بشكل سنوي، في سعي لمواكبة وإحضار آخر إصدارات العالم العربيّ في شتى المجالات إلى حيفا، التي لا يحصل عليها القارئ الفلسطيني". من بين دور العربية المشاركة؛ الدار الأهليّة، منشورات المتوسّط، الساقي، الآداب، التنوير، الفارابي، المدى، المركز الثقافيّ العربيّ، الجمل، فضاءات. وفلسطينياً، تحضر كتب مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، مؤسسة تامر، مدار، دار الفيل، دارة المها، مكتبة كل شيء، دار الهدى، حكايا، وغيرها.
تضمّن برنامج المعرض حفل توقيع كتاب "معجم تمهيديّ لنظريّة التحليل النفسيّ اللاكانيّة" للأكاديمي والمحلل النفسي البريطاني ديلان إيفانس وترجمة الباحث هشام روحانا، وتوقيع رواية "المدمن" للكاتب الأميركي وليام بوروز التي نقلتها إلى العربية ريم غنايم، و"إسرائيل: الملاحقة الأمنيّة كأداة سياسيّة" لمؤلفيْه مطانس شحادة وأنطوان شلحت، إضافة إلى مجموعة "ثلاثون خرابًا وجثّة" لعلي قادري.