أمام مشاهد الرعب والعنف في الشاشات، غالباً ما تطمئننا فرضية ندخل بها قبل العرض: "السينما ليست من الواقع في شيء".
لكن، متى يكون الطبق السينمائي فيلماً اجتماعياً علينا أن نعكس الآية فتكون السينما واقعية أكثر من الواقع؛ أي أن الفيلم يقودنا إلى أن نصدّقه وهو يقول بأن "ما يكشفه هو ما يخفيه الواقع".
هكذا، تدّعي السينما أنها تفضح الواقع، وقد يفضي هذا "الإنجاز" إلى ما هو أخطر. إن السينما العربية تعيش على وقع هزات يحدثها من حين إلى آخر ظهور فيلم تحت يافطة "اقتحام المسكوت عنه"؛ أفلام تونسية ومصرية ولبنانية ومغربية لعبت هذا الدور، تجذب جمهورها بـ"شجاعة الكشف عن المسكوت عنه"، فإذا هي تقودنا لنرى أقاصي هذا "المسكوت عنه".
أقاصٍ لم نكن نعرفها، وقد يتوهم بعضنا بأن الواقع وصل إلى تلك الحدود، فيبدأ تعميمها تدريجياً. وإذا لم يحصل ذلك عن طريق جماهيرية الفيلم، فسيحدث من خلال طرح الموضوع عملة للتداول الإعلامي، وشيئاً فشيئاً تتفسّخ نظرة المجتمع نفسه إلى الظاهرة والقيم المتفرعة عنها.
لا جديد في ذلك، إنه مسار عرفته المجتمعات الغربية، أما كيف تصلنا عدواه، فقد نجد الإجابة في قائمة ممولي ومنتجي أفلام "المسكوت عنه".
أمام هكذا نوع من الأفلام ينبغي أن نظل متسلحين بفرضية "السينما ليست من الواقع في شيء".