حلمتْ شابّة ذات ليلة بأنها تسير في طريق قروي غريب، كان يصعد عبر تلّة مُشجّرة، قمَّتها متوّجّة ببيت أبيض صغير وجميل، تحيط به حديقة. وغير قادرة على إخفاء متعتها، طرقَت الشابّة باب البيت، الذي فُتح أخيراً من قِبل رجل عجوز، ذي لحية بيضاء طويلة.
استيقظَتْ في اللحظة التي شرعت تتحدّث فيها معه. ظلّت كل تفاصيل هذا الحلم محفورة في ذاكرتها، ولم تستطع، لأيام، التفكير في شيء آخر. عاودها الحلم ذاته ثلاث ليال متعاقبة بعد. ودوماً كانت تستيقظ في اللحظة التي تكون فيها متأهبة لبدء الحوار مع العجوز.
أسابيع قليلة بعد ذلك، كانت الشابة متوجّهة في السيارة إلى ليتشفيلد، حيث تُقام حفلة نهاية الأسبوع. فجأة، جذبَتْ كُمَّ السائق، وطلبت منه أن يوقف السيارة. هناك، على يمين الطريق المرصَّف، كان طريق حلمها القرويّ.
- انتظرني لحظةً، وبدأت تخوض عبر الطريق، بقلب يخفق في جنون. لم تتفاجأ لما صعد الطريق الصغير الملتف حتى قمة التلة المشجّرة، وساقَها إلى البيت الذي تذكّرت تفاصيله الآن بدقّة. ردّ عجوز الحلم نفسه على ندائها المتلهف.
- أخبرني، قالت، هل هذا البيت للبيع؟
- أجل ردّ الرّجل، لكني لا أنصحك باقتنائه. هذا البيت، يا بنيّتي، يتردّد عليه شبح!
-شبح، ردّدت الفتاة، ربّاه، ومن يكون؟
-أنتِ، قال العجوز وأغلق الباب بلطف.
* Edmundo Valades كاتب مكسيكي 1915- 1994
** ترجمة عن الإسبانية مزوار الإدريسي