لعلّ الموسيقى الأندلسية هي أبرز الفنون االنغمية العربية القديمة التي استطاعت أن تبقى إلى يومنا الحاضر، وخصوصاً في بلاد المغرب العربي. إلا أنها بدأت تأخذ بالانحسار لأسباب تتعلّق بعدم توفّر فرص للمشتغلين عليها لعرض أعمالهم وتطويرها عبر الاحتكاك مع مختلف التجارب المحلية والعربية، لا سيما عبر المهرجانات واللقاءات.
تحتضن مدينة تلمسان الجزائرية تظاهرة "حضرة أندلس بتلمسان" التي انطلقت أول أمس بحفل لفرقتي "أوتار تلمسان" و"مصطفى بلخوجة"، وتتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
توجّه التظاهرة خلال أيامها تحية إلى الموسيقي الراحل العربي بن صاري (1870- 1964)، الملقّب بـ"عميد الطرب الأندلسي"، تزامناً مع ذكرى رحيله التي تصادف اليوم.
يُشارك في التظاهرة 16 جمعية وفرقة موسيقية متخصصة بالموسيقى الأندلسية وهي: "إنشراح"، و"النهضة"، و"غرناطة"، "الأندلسية"، "قرطبية"، "رضوان بن صاري"، و"محمد بو علي"، "ابن باجة"، و"رياض الأندلس"، و"الموحدية"، و"سلام"، و"نسيم الأندلس"، و"أحباب الشيخ العربي بن صاري"، إضافة إلى فرقتي الافتتاح.
كذلك يُنظّم خلال أيام التظاهرة معرضٌ حول الشخصية المكرّمة حيث تُعرض بعض المقتنيات الخاصة بالعربي بن صاري من صور ووثائق أرشيفية وآلات موسيقية، وكذلك تُعقد ندوات يديرها باحثون ومتخصّصون في الموسيقى.