بباقة ورد كبيرة تخبئها وراء ظهرك
فاجئ نفسك
احضنها بقوة من الخلف
لا تعطها الفرصة لتعاتبك على التأخير
اذهب وحدك مع أغنية ولا تعد إلا اثنين
خلفهما قطيع من الضحكات
فلتتعلّم أيها اللامرئي
كيف تكون نسيماً يكوي قميصاً من الفرح
ليرتديه -وأنت تمرّ مع الوقت- غيرك
اسمح للباب لمرة واحدة أن يستند إليك
فقد أتعبه أخذ مقاس كتفيك كلّما عانقت أحدهم
اقلب السؤال الآن على سطح المرآة واقرأه بالعكس
ماذا لو بباقة ورد كبيرة ومن الأمام
تماماً كما تحب
عانقك أحدهم؟
***
نشيط كجرذ رمادي سمين
أحفر بملعقة متسخة
سرداباً يوصل حتماً إلى المطبخ
شاربان تحركهما ريح تطلقها النافذة الخشبية
والقبو فيه كومة من الشراشف الرطبة
يعقدها الأطفال حول رقابهم
ويعتلون حقائب الثياب الشتوية
ليحققوا أحلامنا بالطيران
يعرفون أن صرير الباب سيوقظ الأم الخائفة
التي تلزمها رزنامة زهرية اللون
لتعدّ الأيام
لتجتاز أزمة منتصف العمر
بأقل قدر من الحمل
ثلاثة أقداح يومياً من الشاي الأخضر
لم تعد كافية لتستعيد بطنها الممسوحة
فالجرذ الرمادي السمين
يلقي بثقله على الأريكة
وشارباه يحركان يديها كدمية خشبية
تعلمها البنت الصغيرة غسل الأطباق
كل الغرف إذن
تفضي حتما إلى المطبخ!
***
في كل بيت
تستفيق امرأة في منتصف الزمن
تضبط أحمر شفاهها
عند الساعة الخامسة والعشرين
وتخطّط لزرع تهمة لاصقة
على ظهر فنجان قهوة بارد
يشربه على مهل
رجل كتفاه من سكر.
***
صديقتي القصيرة
طولي 173 سنتيمتراً
أعيريني يدك الصغيرة
أدسّها في ذقنه
فيظن أنني أكثر أنوثة
من أن يرفضني
أريد للشمع في أذني
أن يتحوّل إلى ذهب!
***
بغباء قطّة
لمحتُ خيط صوف قرمزي
طار العطر وتكمّش في صدري
أنا التي انحنيت لك
لتبصق عينيك في قلبي وتهرب
لن يتبخّر ماء وجهي
فأنا كسفيرة سابقة للنوايا الحسنة
وسفيرة فوق العادة
لديَّ من الكذب مخزون كاف
لأمتطي فرحك
وأنثر بين ملامح أعبدها
فتات خيبتي
وأقنع الحضور جميعاً
بأنني أشفق عليك
لا أكثر.
***
نحتاج الكثير من الصور الفوتوغرافية معاً
لنكتشف في أية غرفة شنق هذا الكون نفسه
تاريخاً من الابتسامات
و..
رفات آخر وردة حمراء على وجه الأرض
ليصدّق الله أنني سعيدة.
(شاعرة لبنانية)