انطلقت، بعد ظهر اليوم، في "ساحة رياض الفتح" في الجزائر العاصمة فعاليات الدورة التاسعة من "المهرجان الدولي للشريط المرسوم"، وتستمر حتى الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بمشاركة قرابة مئة رسّام من أربعين بلداً، من بينها إيطاليا ضيف الشرف هذا العام.
على خلاف السنوات السابقة التي كانت مجّانيةً، سيكون حضور الدورة الحالية بمقابل مادّي، وهو أمر قليلاً ما اعتمدته التظاهرات الثقافية الرسمية، ويبدو أنه يأتي في سياق التوجّه إلى "إنهاء مجّانية الثقافة"، الذي يرى فيه وزير الثقافة الحالي، عز الدين ميهوبي، طريقةً لجعلها "قطاعاً مُنتجاً"، في ظلّ سياسة التقشّف التي تعتمدها الحكومة، بسبب انهيار أسعار النفط.
الدورة، التي تُنظَّم تحت شعار "الفقاعة التاسعة للفن التاسع"، تشهد تسعة ناشرين جزائريين متخصّصين في مجال الشريط المرسوم (الكوميكس)، وتُقام على هامشها ندوات ولقاءات بين الرسّامين، إضافةً إلى ورشات تدريبية وعروض أفلام وثائقية حول الكوميس، وجلسات بيع بالتوقيع لرسّامين وفنّانين جزائريين وأجانب. كما تمتدّ فعاليات التظاهرة لتشمل عدداً من المدارس والمستشفيات في الجزائر العاصمة.
يتضمّن البرنامج عدداً من المعارض؛ من بينها "مانغا دي زاد" و"قسنطينة 1836" و"الألوان الجديدة لأفريقيا"، إضافةً إلى معرض خاصّ بالفائزين في الدورات السابقة، وآخر بعنوان "كوبا – بروكسل – الجزائر" ويضمّ أعمالاً مشتركة انجزها فنّانون من البلدان الثلاثة منذ تأسيس المهرجان.
تتناول الأعمال المشاركة موضوعات اجتماعية وسياسية وبيئية، مثل: مخاطر التدخين، ومرض الإيدز، وتلوث البيئة، وشيخوخة المجتمع الأوروبي، وتجنيد الأطفال في الحروب، والفساد، والبيروقراطية.
وبحسب المنظّمين، فإن اختيار إيطاليا ضيف شرف في الدورة الحالية يعود إلى "عراقة الفن التاسع فيها؛ حيث ظهر فيها عام 1832، باسم "فوميتو"، وقد شهد انتشاراً سريعاً لدى الشباب في ذلك الوقت متأثراً بالشريط المرسوم الأمريكي، لكن سرعان ما تعرّض محترفوه إلى مضايقات سياسية من طرف الحكم الفاشي".