استهوت مسقط القديمة فنانين ومصوّرين عديدين، منهم الفنان العماني أيوب ملنج (1955) الذي افتتح معرضه أول أمس، وضمّ 12 لوحة تمثّل موضوعاتها نوعاً من "نوستالجيا" إلى أمكنة غابت أو تغيّرت ملامحها كثيراً.
توزّعت الأعمال التي تُعرض في "غاليري وزارة الإسكان" حتى نهاية الأسبوع الجاري، بين الكولاج والزيتي، وتناولت قلاعاً تعود بعضها إلى زمن الاحتلال البرتغالي للمدينة في القرن السادس عشر، إضافة إلى تصوير الظلال والناس ومواشيهم في الميناء والقصر القديمَين وسور اللواتيا ودارسيت وعينت وخور بمبه عند مدخل سوق مطرح الشعبي.
في حديثه لـ"العربي الجديد"، يعود الفنان إلى طفولته مطلع السبعينيات، إذ رسخت في ذاكرته تلك الحركة الدؤوبة في ميناء مطرح؛ الصيادون ورسوّ السفن القادمة غالباً من الهند وشرق أفريقيا وبدرجة أقل من الصين محمّلة بالغذاء والأخشاب والملابس والبهارات وغيرها من السلع، لتستقبلها القوارب الصغيرة عائدة بتلك المواد إلى الشاطئ.
يقول ملنج بصفته شاهداً على تحوّلات المدينة العمرانية: "تغيّرت مسقط كثيراً، فهناك بيوت ومقاه وبسطات بل ومدارس لم تعد موجودة"، مضيفاً: "من هنا أقمت هذا المعرض التذكاري للحياة في ذلك الزمان، مركّزاً على التفاصيل الصغيرة التي شكلّت هوية المكان ورائحته وألوانه".
ويلفت إلى أن "مسقط ميناء كبير وعريق، فهذا البحر المترامي عند خاصرة الجبال، يمنح شعوراً بالراحة النفسية تقود إلى التأمل والبحث، فهو مصدر أساسي للعيش وتأسيس الحياة الاجتماعية وتراتبيتها الاقتصادية ودلالاتها الثقافية لدى أبنائه".