في محاضرة ينظّمها "صندوق دعم الفنون والثقافة، آفاق" عند السادسة من مساء الجمعة، 17 من الشهر الجاري في بيروت، تستعيد المعمارية اللبنانية منى الحلاق رحلتها التي بدأت منذ 20 عاماً للدفاع عن ذاكرة المدينة قبل وأثناء الحرب من خلال عمارتها.
تتناول المحاضِرة قصة الحفاظ على "بيت بركات" الذي بات يعرف خلال سنوات الحرب الأهلية بـ "البيت الأصفر"، بعد أن أصبح منصّة للقناصة، حيث يقع في منطقة السوديكو، إحدى مناطق التماس المشتعلة خلال الحرب.
بدأ دفاع الحلاق عن البيت عام 1997، حيث كان من المقرّر هدمه، لكنها جمعت كلّ ما يتعلّق به من تاريخ وصور من مروا بشققه؛ أفراحهم وأعراسهم وحياتهم، وكتبت عن سيرة المبنى وقصة بنائه ومن صمّمه وكيف كان وكيف تطوّر على مدى السنوات، حيث بني "البيت الأصفر" عام 1924، وصمّمه المعماري يوسف أفتيموس.
معركة طويلة خاضتها الحلاق قبل أن يجري افتتاح البيت كمكتبة ومعرض شاهد على سنوات دامية في تاريخ المدينة، وقد افتتح العام الماضي ليصبح متحفاً للذاكرة الجماعية التي أدمتها الحرب، ويتضمّن معرضاً من الصور التي تعود للعائلات التي سكنت فيه، وبعضاً من الأثاث الذي تركته عند هروبها، والمتاريس التي كان يستخدمها القناصة.
استغرق العمل على تحويل المبنى إلى متحف خمسة أعوام لكي لا ينهدم البيت ونتج عنها استملاك البلدية للمبنى وإعلانه من المباني التراثية التي يُمنع المساس بها أو هدمها، وبالتعاون مع بلدية باريس جرى تحويله إلى متحف، وقد بلغت كلفة ترميمه نحو 25 مليون دولار، غير أن عملية الترميم حافظت على آثار الحرب كاملة لكي يظلّ "مبنى بيروت" كما أصبح اسمه اليوم شاهداً على سنوات العنف.
يذكر أن هذا ليس المبنى الوحيد الذي دافعت عنه الحلاق، بل نظّمت حملة نجحت فيها للإبقاء على مبنى توي بلوك (toy block) في منطقة الصنايع، كما صّممت مشاريع هندسية معمارية، بينها برج قرنفل السكني (2011)، ومبنى "تلّة 2550" السكني في بيروت (2010)، إضافة إلى مبنى "حديقة جباضو" السكني في قريطم (2006).