يوشيكو شوما: أجساد تستكشف عمّان

حين يتعلّق الأمر بـ الفن المعاصر بالعموم، ولا سيما الفنون الأدائية، لا يمكن اعتبار المشهد في عمّان مركزياً أو لافتاً، بل إن القول الأقرب إلى الدقّة هو أنّ الفنون البصرية والمشهدية بشكل عام في المدينة تحافظ على كلاسيكيتها.

من هنا، لن نجد الكثير من الاحتفاء بالرقص المعاصر، رغم انطلاق مهرجان مخصّص له في السنتين الأخيرتين، لكن وجود فرق رقص معاصر أردنية أو مراكز تعليم وتدريب ليس أمراً مطروقاً بشكل حقيقي إلى اليوم.

تحت عنوان "عمان: الرحلة الخفية"، ينظّم "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" في عمّان، عرضاً أدائياً من تصميم وإخراج فنانة الكوريوغرافيا المفاهيمية، يوشيكو شوما، ينطلق عند السادسة والنصف من مساء اليوم.

يجمع العرض عشرين فنانة وفناناً أردنياً من خلفيات مختلفة، ولجأت فيه شوما إلى المزج بين أنواع الرقص المختلفة؛ المحلية والغربية والمعاصرة الأدائية، فصنعت مشهداً متداخلاً من الدبكة والبريك دانس والرقص التعبيري وغيرها.

تتعاون الفنانة اليابانية الأميركية في هذا العمل مع الفنان الأدائي روجي ياماغوتشي (منتج العرض)، ولكل منهما تجربة لافتة في الرقص المعاصر، حيث أنّ شوما تعمل في نيويورك منذ الثمانينات، وأنتجت أعمالاً إشكالية تتداخل فيها الفنون المشهدية والبصرية بين الرقص والمسرح والسينما.

على مدار أربعين سنة قدّمت شوما أعمالاً مع أكثر من ألفي فنانة وفنان من مختلف بلدان العالم، وتعاونت في مشاريع مع مؤسّسات فلسطينية وأردنية عدّة، حيث أخرجت وأنتجت ستّة مشاريع رقص معاصر في البلدين بين عامي 2007 و2016.

أمّا الفنان الياباني ياماغوتشي، فهو مقيم في الأردن منذ 2007، وقدم أيضاً العديد من الأعمال الأدائية بالتعاون مع فنانين أردنيين وفلسطينيين. واحدى مشاريعه الحديثه كان بعنوان "ارتجاج" وهو عرض رقص ثنائي مع الفنانة الهنغارية ريتا غوبي، وقُدّم في هنغاريا واليابان وفي الأردن ضمن "مهرجان عمّان للرقص المعاصر" 2018.

يشارك في أداء "عمّان: الرحلة الخفية" مجموعة من الفنانات والفنانين الأردنيين منهم أنس القطاوي، وعلاء الدين باشا، ورنيم وجيه نحاس، وعمران العمارين، وفاليريا ديميتروفا، وعاصم أبو شام، وآدم الواوي، وزيد الجمل، وحنين شريم.

أُنجز العمل ونُفّذ بالتعاون مع "ميدان: مختبر عمّان للرقص"، وهو مؤسّسة جديدة يتزامن إطلاقها مع تقديم العرض، وتحاول أن تكون "حيزاً مجازياً للرقص في عمان يعزّز الحوار عبر أنواع الرقص والناطق الجغرافية والطبقات الاجتماعية المختلفة" بحس القائمين عليها.