منذ تنظيمها للألعاب الأولمبية في صيف 2012، حافظت لندن على موعد سنوي مواز مخصّص للفن أطلقته ذلك العام، وهو معرض عالمي يضم أعمالاً لفنانين تشكيليين ونحاتين من ثلاثين بلداً يشبه انتقائية الألعاب الرياضية المشاركة في الأولمبياد. يحمل المعرض هذا العام عنوان "آرت 16".
يضم المعرض الذي انطلق منذ يومين ما يقارب الألف عمل، تم تجميعها من خلال عقود شراكة بين التظاهرة وعدد من صالات العرض والمتاحف في العالم.
الأعمال العربية المشاركة، تنتمي إلى مجموعة "غاليري المرخية" و"غاليري أنيما"، وكلاهما في العاصمة القطرية الدوحة، إذ تشارك أعمال لكل من الفنان العراقي صباح الأربيلي والفنانيْن السوريين وسيم مرزوقي وصفاء الست واللبناني سعيد بعلبكي والقطري علي حسن.
المعرض لا يقتصر على تجميع الأعمال وعرضها، حيث يقيم يومياً نقاشاً بين متحاورين متخصصين في الفنون التشكيلية، ومن أصحاب غاليرهات ومقتني أعمال.
المشاركة العربية متنوّعة، فالأربيلي وحسن يشتغل كلاهما على الخط العربي، ضمن مقاربات مختلفة، حيث يوظّف الأول تقنيات الخط التي تطوّرت على مدى قرون في بلده العراق مع رؤية معاصرة تستوعب المفاهيم البصرية الغربية، أما الثاني فيركّز أعماله الحروفية على "حرف النون" ضمن تنويعات يستفيد فيها من كثير من التقنيات والتيارات.
من جهتها، تشتغل صفاء الست على النحت باستخدام الحديد مُقدّمة من خلاله أعمالاً متنوّعة عرفت كيف تطوّعها في السنوات الأخيرة لتقديم مقولة فنية حول ما يدور في بلدها. أما مواطنها وسيم المرزوقي، فيعتمد على توظيف تقنيات التصميم المعماري في تقديم لوحات ذات نزعة ما بعد حداثية؛ نزعة نلمسها أيضاً لدى اللبناني سعيد بعلبكي لكن باستخدام عناصر بصرية مختلة تماماً.