في السنوات الأخيرة، تعدّدت المبادرات الشبابية التي تُعنى بالكتاب، من خلال تنظيم تظاهرات أو إطلاق مجموعات قراءة، وهو ما يشكّل أحد أبرز ملامح المشهد الثقافي التونسي بعد 2011 رغم بقاء معظم هذه الفعاليات بعيدة عن التغطية الإعلامية أو مساندةً وزارة الثقافة.
من هذه المبادرات مجموعة "مجتمع الكتب" التي تحتفل يوم غد الأحد بذكرى إطلاقها الثانية، وهو ما يشير إلى تراكم بدأت تعرفه التجارب الشبابية، ما يطرح أسئلة كثيرة حول مستقبلها ورؤيتها للعمل الثقافي بشكل عام.
في حديث إلى "العربي الجديد"، يشير حمدي قعباب، وهو أحد المشرفين على المجموعة إلى أنَّ فكرة إطلاقها جاءت انطلاقاً من قناعة مجموعة من الشباب بأن "إصلاح المجتمع ينطلق من إصلاح العقول، ومن أنجع الوسائل هي الكتاب وحثّ المجتمع بكافة أطيافه وفئاته العمرية على الإقبال على الكتاب والتجشيع على ثقافة المطالعة، وهذا هو منطلق اختيارنا تسمية 'مجتمع الكتب'".
بدأت المجموعة نشاطها في 2018 وقد تحرّكت على المستويين الاقتراضي والواقعي، ومن أبرز هذه الأنشطة تنظيم مسابقات كانت جوائزها مجموعة كتب تطوّعت دور نشر تونسية بتوفيرها، وعلى مستوى الميداني جرى تنظيم قافلة تبرّعات عينية بالكتب لفائدة أطفال مستشفى باب سعدون في تونس العاصمة، تلاها تنظيم عيد الميلاد الأول لتأسيسها في "مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر" بتونس العاصمة، إضافة إلى المشاركة في "معرض تونس الدولي للكتاب" و"معرض سوسة"؛ حيث أطلقت فعالية "الكتاب يجمعنا" مع مجموعات أخرى بإتاحة تخفيضات للقرّاء الشباب عبر التواصل مع قرابة مئة دار مشاركة.
يشير قعباب إلى تفعل المجموعة مع مجموعات الكتب التي تسبقها من حيث النشأة وعدد المتابعين، مضيفاً أن الهدف المشترك هو "الإقبال على الكتب الهادفة والدفع نحو خيارات قراءة أكثر جدوى، ودون وصاية".
وحول مشاريع "مجتمع الكتب" القادمة، يضيف: "نفكّر في هيكلة الإدارة والسير بالمجموعة الافتراضية نحو خوض تجربة العمل الجمعياتي، إضافة إلى الاستعداد لمعرض الكتاب القادم".