تُعبّر الجداريات واللوحات الكبيرة التي يُقدّمها الفنّان التشكيلي الأردني الفلسطيني، إحسان البندك (1957)، عن هاجس مُلّح في تصوير الواقع؛ حيث تشغله الأماكن التاريخية بتفاصيل عمارتها وتفاعل الإنسان معها، وكذلك الأزمات التي يمّر بها أكثر من بلد عربي.
يستكمل هذه الرؤية في معرضه الجديد "فلسطين تاريخ وحضارة"، الذي يُفتَتح عند السابعة من مساء الإثنين المقبل في "قاعة حليم سابا" في "النادي الأرثوذكسي" بعمّان، ويتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
يعود البندك إلى مجموعة يمتلكها من الصور الفوتوغرافية التُقطت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي لعدد من المدن الفلسطينية، واشتغل عليها بطريقة فنّية ليحاكيها برسومات تمزج بين الواقعية والانطباعية، متتبّعاً الشوارع والحارات والأسواق والنوافذ والأبواب والأقواس وأزياء الناس والأدوات التي يستخدمونها في البيت والعمل.
في أكثر من لوحة رسمها لمدينة القدس، تبرُز تدرّجات اللون الأزرق، في محاولة لإضفاء الصفاء والسكينة على المشهد. أمّا مدينته، فتُظهر انعكاس الضوء على البحر، فلم يرسم البحر كما هو، بل كان تكوينه من أجساد سكّان المدينة.
يدمج الفنّان بين التصوير الفوتوغرافي والتشكيل عبر إعادة صياغة المنظر على نحو مختلف؛ إذ يعيد تلوين بعض المساحات كما لوحة ساحة الشهداء التي لوّنها بالأحمر. ويعيد كذلك إظهار بعض المساحات عبر التركير عليها بالخطوط والألوان، محافظاً على قيمة الصور والمشهديات فيها ومبرزاً جماليات خافية عن المشاهد.
يُعنون لوحاته غالباً بأسماء الأماكن التي تحتويها، ومن بينها: "ساحة الشهداء"، و"الطريق الى بيت لحم"، و"المهد وبيت لحم"، و"إطلالة على مدينة اللد"، و"حوريات عند النبعة"، و"سحر مدينة القدس"، و"طريق الآلام"، و"كنّا هناك"، و"الطريق إلى بوّابة دمشق"، و"حارة قديمة"، و"خارج أسوار القدس".
يُذكر أن إحسان البندك حاصل على بكالوريوس وماجستير في الفنون من "جامعة إلينويز" في مدينة شيكاغو الأميركية، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في الأردن والولايات المتّحدة ولبنان والهند.