يستند التلقّي العربي غالباً إلى تجارب غربية حاكت هذه القصيدة في القرن الماضي في الثقافتين الأنغلوساكسونية والفرنسية، إضافة إلى القليل من الترجمات عن اليابانية، وبذلك نشأ التباس في تمثّل الهايكو وكتابته، إذ إن محاولات تقليد الشكل بوصفه شعراً موزوناً (سبعة عشر مقطعاً صوتياً) تشكّل أحد القيود عند كتابته بلغة أخرى.
لكن النقطة الأبرز تتعلّق بمضمونه الذي يلتقط لحظة انسحاب الذات، حيث تظهر الطبيعة وعلاقتها مع الزمن وتحوّلاته، فلا انعكاس للحدث والآني والحياة السريعة، وهو تحدٍ يصعب تجاوزه في العديد من النماذج المكتوبة بالعربية، التي تخلط بينها وبين قصيدة الومضة والنثر.
في هذا السياق، ينظّم "بيت الشعر" يومي 30 و31 كانون الأول/ ديسمبر "الملتقى الأول لشعراء الهايكو في المغرب"، في مدينة إفران (170 كلم شرق العاصمة)، والذي "يضيء على جوانب من تجربة كتابة الهايكو التي تحتّل مكانة متميّزة في النّسيج الشعري المغربي، نظراً لانفتاحها على أبعاد جمالية جديدة؛ تنبثق من فلسفة إعادة مساءلة زوايا النظر إلى القضايا والأشياء والموجودات، وتستمدّ بناءها من عناصر المشهدية الحيّة والبساطة المدهشة"، بحسب المنظّمين.
تحت شعار "الهايكو… مغربي أيضاً"، يشارك نقاّد وباحثون في جلسة نقدية حول تجربة الهايكو المغربي، كما تنظّم جلسات قراءات لقصائد هايكو مغربية بمشاركة حوالي 25 شاعرة وشاعراً ممن خاضوا تجربة كتابته في المغرب.
كما يقام على هامش الملتقى معرض لفن "الهايغا" الذي يشتغل على الرسومات والإبداع التشكيلي والكاليغرافي والفوتوغرافي المرافق لشعر الهايكو، بمساهمة فنانين مغاربة ينتمون إلى "نادي الضفادع" بمدينة وجدة.