تقف هذه الزاوية، مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها الإبداعية وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته مع قرّائها.
■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
- مشغولة هذه الأيّام بمتابعة دار الطباعة التي أوكلناها، في "دار الجديد"، بالطبعة الثالثة من رواية إنعام كجّه جي "النبيذة". مشغولة وفريقي التقنيّ، حسين وإليسار، بتحويل كتبنا الجديدة إلى كتب رقميّة يجدها القارئ أينما كان في العالم عبر منصّات "أمازون" و"نيل وفرات" و"أبجد". هذا عدا انهمامي وانشغالي بالشأن العام وبحياتي الخاصّة.
■ ما هو آخر عمل صدر لكِ وما هو عملكِ القادم؟
- ساهمتُ في ترجمة كتاب "لوجه ما لا يلزم" للبروفيسور نوتشيو أوردينه، أستاذ الفلسفة والأدب الإيطالي في "جامعة كالابريا". تنزل أبحاث وتآليف البروفيسور أوردينه في جوردانو برونو - اللّاهوتيّ والفيلسوف الذي أدانته محاكم التفتيش بتهمة الهرطقة وحكمت عليه بالقتل حرقاً - منزلة المَراجِع.
■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- لا أملّ من البحثِ عن الأجوَد والأكمل، متيقّنة أن النقص هو سمة البشر. تراني مبتسمة هادئة أعيشُ بحربٍ وسلام مع مقالقي.
■ لو قيّض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- سأطلب من موزّع الحظوظ صوتاً رخيماً كي أُغنّي وأُطرِب ورشاقة كي أحترف الرقص الكلاسيكيّ.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أحلم بعالم أعدل وأقلّ جشعاً وسلطةً.
■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أحمد المتنبّي فهو بطل من أبطال روايتي "يوم الدين"، وبودّي أن أطرح عليه وعلى ابن جنّي، رفيق قصائده، مئات من الأسئلة الشخصيّة واللغويّة.
■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- للشيخ عبد الله العلايلي صاحب "أين الخطأ" وحشة، ولمحمود عسّاف المحرّر الفذّ وحشة. كلّ من علّمني حرفاً أو فتح لي نافذة مقيمٌ في ضميري. أشتاق لكلّ أحبابي وأعود باستمرار إلى كتب الضرورة تلك التي تعينني على احتمال أوجاع هذه الفانية.
■ ماذا تقرئين الآن؟
- القراءة مهنتي جوار الكتابة. كلّ ما يُصدره أصدقائي الكتّاب يصلني أو أقتنيه وأحياناً يصلني مخطوطاً. عدتُ من "معرض القاهرة للكتاب" مؤخراً وفي حقائبي كميّة لا يستهان بها من الإصدارات الجديدة. سأقرأ على مهل، فلا أحبّ من المتع إلّا أبطأها. أمضيت يوم الأحد، يوم إجازتي، مع رواية عزّت القمحاوي "ما رآه سامي يعقوب" الصادرة عن "الدار المصريّة اللبنانية" كما "هرّبت" قراءةً ثلاثاً من قصائد ديوان عبد المنعم رمضان الأخير. تمتّعت وأنا أقرأ كتاب دلفين هورفيلير الصادر حديثاً في باريس: "تأمّلات في اللاساميّة". القراءة والأفكار هما لي نبعٌ لا أريد له أن ينضب.
■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أهداني الروائيّ الصديق خالد خليفة قبل سنوات شريطاً للمنشد الحلبيّ حسن الحفّار. كنتُ أظنّ قبل لقائي بصوته وموسيقاه أنّ صبري مدلّل هو نجم نجوم هذا اللون الأصيل. بعد استماعي إلى الحفّار عدّلتُ حكمي. أستمع إلى الأسطوانات التي سجّلها "معهد العالم العربيّ" لحسن الحفار وأحلّق معه إلى عوالم لا يعرفها إلّا أهل السلطنة والآهات.
بطاقة
روائيّة وناشرة لبنانية، ومديرة "دار الجديد" في بيروت. من أعمالها: "يوم الدين" (رواية، ترجمت إلى الفرنسية والإنكليزية، 2002)، و"كتاب الهمزة" (كتاب قواعديّ في كتابة الهمزة، 2012)، و"البلد الصغير" (كتاب مصوّر باللغة الفرنسيّة عن أحوال البلد الصغير لبنان، 2008)، و"في قبر في مكان مزدحم" (عن تجربة "دار الجديد" في عالم النشر، 2000).