افتتح أول معمل لرقائق البطاطا في سورية عام 1980، واختار صاحبه المدينة الإنجليزية "ديربي" لتكون اسماً له، مثلما انتقى لجذب المستهلك شخصية الرجل الخارق "سوبرمان" صورة لغلاف الكيس. ولكن ما علاقة الشيبس بالفن؟
بعد أكثر من 32 عاماً على ولادة "ديربي"، يقترح التشكيلي السوري فادي الحموي (1986) أن يستعيد هذا المنتج "الوطني" على طريقته معيداً رسم صورة الغلاف على قماش لوحة قياس 120 × 120 سم.
إن إعادة رسم هذا المنتج الصناعي والذي يشكل عند السوريين بشكل عام إحدى "أيقونات" الثقافة الجماعية الشعبية يجعل اللوحة تنتمي بشكل أو بآخر إلى البوب أرت "Pop art".
فمنذ ظهور هذه الحركة أواسط الخمسينيات كرد فعل على انتشار المفاهيم التجريدية والتعبيرية، اعتمدت على مفردات الثقافة الجماهرية كالقصص المصوّرة والسلع الاستهلاكية، كما في مجموعة "كوكا كولا" لـ"أندي وارهول "، وفيها يعيد طباعة زجاجة "كوكا كولا" كموتيفات متطابقة ومتكررة معلناً احتجاجه على المجتمع الاستهلاكي الأميركي، ومبشراً بل ومساعداً في الوقت نفسه، على هيمنة هذه الثقافة.
وعلى العكس من "كوكا كولا" وارهول فإن "ديربي" الحموي تشكّل، رغم حالة الخِفّة، صورة رمزية نوستالجية لماضي مجتمعٍ يعيش تحولاً قد يكون الأعنف في تاريخ المنطقة.