مبلّلة بالبحر
مبلّلة بالبحر
أصوات أولاد
في باحةٍ حيث انفتح
للحظة
باب السعادة الصغير
بعد ذلك بقي من جديد
السياج، البيت من كلّ مكان
مقفل
يترك خارجه
هدير الليل العميقَ المتزايد.
■ ■ ■
أزرق قاتم كالأسوَد
يعمُقُ فجأة ويرجع مضاعَفاً
من الشمال، من الجنوب
الموجُ، وهو يلطِمُ منقلِباً
أوجُهَ حياةٍ قديمةً حسبتها امَّحَت
وفي الضمور في الذاكرة تصارع الأزرق القاتم
كالأسود
كلمات، أسماء، مداعبات، أصوات
أولاد لا يريدون أن يكبروا
الأحلام
لقد أزالها الزمن كأنّها لم تكن قطّ
تشبه
وهي هاجعة تحت الأحجار عميقاً
وجوهاً مائلة باهتة
تظنّ أنّها تسبح
البيوت مرصوفة خطّاً تلو خطّ، تلبس سقوفَها مقلوبة
وأساساتها في الأفق عالياً
جذور أذْواها الهواء
أبواب، وشبابيك مفتوحة
على البعيد أزرق البحر القاتم كالأسوَد.
صمت. يخادِع بأنّه سكون
بمنجله الذهبيّ يحصد الحياةَ الإله
يعمُقُ فجأة
هل بحر، هل سماء هو؟
ولا تطأ في أيّ مكان
خالِطاً الشمال بالجنوب
القَبل والبَعد وما أحببتها كلَّها
معلّقة دوماً
قرابةَ الفجر...
تخرج لتتمشّى. ستمطر، تقول لي بصوت خافت
صباح الخير.
■ ■ ■
غريب
لغة أخرى لا ألفباء لها
يستخدم
فقط خوف عميق في عقله، وفي قلبه
ساحباً بخيطٍ من حياته كلبَه المشاكس
إلى أيٍّ من شوارع اللامكان يذهب
أحياناً سيثير بعض الشفقة
لمَن يرى وهو يمرّ قربه مستعجِلاً:
أَفرِشة وكوب ماء ومشطاً
موضوعة على الرصيف
وكعكة تنقدها الحمامات على التراب
وهو - غريب عن نفسه - مستلقياً
ينظر بعينين مغلقتَين أكاذيب الأحلام
في ضوء النهار الشديد
ظلام.
■ ■ ■
الكلمات
حتّى في أكثر الليالي وحدة
في شهر آب
الكلمات التي أرسلها إليك
وتردّها لي لحناً:
هي عشق.
* Ioulita Iliopoulou شاعرة وكاتبة يونانيّة. ولِدَت في أثينا عام 1966. درست الأدب اليونانيّ في جامعة أثينا، ثمّ درست التمثيل المسرحيّ، ولها العديد من الإصدارات الشعرية والنقدية. تختصّ دراساتها الأدبيّة بأعمال الشاعر اليوناني أوذيسياس إليتيس الحائز على جائزة نوبل، وهي أكثر من درس نتاجه ونشر أبحاثاً عنه.
** ترجمة عن اليونانية روني بو سابا